Wednesday 13 March 2013

الفلم Red Down يكشف لنا الوجه القبيح للسياسة الأمريكية في العراق عن مقاومة المحتل !؟ رسالة منا إلى سياسي البيت الابيض ومثقفيهم!


الفلم Red Down يكشف لنا الوجه القبيح للسياسة الأمريكية في العراق عن مقاومة المحتل !؟ رسالة منا إلى سياسي البيت الابيض ومثقفيهم!

صباح البغدادي

شاهدت الفلم الامريكي "السقوط الأحمر" من أنتاج عام 2012 وتدور أحداث هذا الفلم عن قيام كوريا الشمالية بغزو أحدى المدن الأمريكية واحتلالها بواسطة جيشها الاحمر وذلك عن طريق الإنزال بالمظلات للجنود الكوريين حيث تمتلئ سماء أحدى المدن في صباح أحد الايام بعشرات الطائرات ومئات المظليين الذين يحتلون هذه المدينة ويقومون بعمل حواجز تفتيش متنقلة للمواطنين واعتقال عمدة المدينة ورئيس شرطة المدينة ومجلسها البلدي وبعدها يقوم بعض الشباب الامريكان الطلاب المراهقين يقودهم جندي امريكي سابق خدم في حرب العراق وتحديدآ بمحافظة النجف ؟! وهو بطل الفلم "كريس هومورث" بقيادتهم وتعليمهم أسلوب حرب العصابات وطريقة صنع المتفجرات وتفخيخ السيارات المدنية لغرض الدفاع عن مدينتهم المحتلة بوجه الغزاة وطريقة عمل هؤلاء الشباب الامريكان لا تختلف بالمعظم عن عمل شباب المقاومة الوطنية العراقية عندما تصدت إلى الغزو والاحتلال منذ ساعاته الاولى وأستطيع أن اقول أنها كانت نسخة طبق الاصل عن عمل هذه المقاومة إلا من بعض الجوانب المهمة وهذا ما تم ملاحظته من قبل حيث ان مخرج الفلم قد اختلط عاليه الامرلا واقتبس من ما كانت تفعله المقاومة والجماعات المسلحة الاخرى التي دخلت العراق بعد الغزو لغرض تصفية حساباتها القديمة مع الامريكان داخل العراق وبدماء المواطن العراقي لان المقاومة العراقية كانت لديها خطوط حمراء لا تستطيع تجاوزها عكس ما كانت تفعله الجماعات الاخرى المسلحة من أنها تفجر السيارات المفخخة بالأسواق التي كان الجنود الامريكان ومرتزقتهم من الشركات الامنية الخاصة التي يرتادوها لغرض الشراء أو لتبضع حيث لم يهمه ما يتم قتله من العراقيين , بل على العكس من ذلك حيث أن المخرج الامريكي زاد من وتيرة الاحداث الدرامية للفلم بأن قام هؤلاء الشباب الامريكان بقتل حتى اصدقائهم المقربين منهم والذين كانوا معهم في صفوف الدراسة لأنهم كانوا يتعاونون مع المحتل الغازي الكوري الشمالي لمدينتهم حيث كان هؤلاء الشبان الامريكان وعددهم خمسة مع فتاتين بالهجوم على نقاط التفتيش وقتل الجنود الغزاة وزرع العبوات الناسفة بالسيارات المدنية والقيام بتفجيرها حتى وان كان بينهم مدنيين امريكان.

هناك مشهد أخر يبين لنا أهم شيء في الفلم عندما وقع الغزو ذهب هؤلاء الشبان الى بيت في الغابة لغرض التدريب على السلاح وصناعة المتفجرات ثم علم الغزاة المحتلين لمدينتهم بواسطة مخبرين وعملاء من نفس المدينة المحتلة بمكان تواجد هؤلاء الشبان في الغابة فما كان من المسؤول العسكري الكوري الشمالي بأن يأخذ معه عمدة المدينة ورئيس شرطة المدينة بعدها اختبئ هؤلاء الشبان على مسافة من البيت بين الاحراش والأشجار الكثيفة حيث طالب الضابط المحتل من ضابط الشرطة الامريكي ان يتحدث معهم في المايكروفون اليدوي لغرض تسليم انفسهم بدون مقاومة وما كان من الشرطي إلا أن طالبهم بمقاومة المحتل وطرده من المدينة ومن امريكا وهذا واجبهم الوطني تجاه بلدهم فتم اعدامه في الحال من قبل المسؤول العسكري الكوري وذلك بإطلاق رصاصة من مسدسه الشخصي على رأسه.

وقبل نهاية هذا الفلم يقوم ما تبقى من الشبان الامريكان المقاومين للغزو بالانضمام إلى الجنود الامريكان البقية لغرض التنسيق القتالي فيما بينهما ومقاومة المحتل الغازي لمدينتهم وبنهاية الفلم يتم رفع العلم الامريكي تعبيرآ عن الانتصار على الاعداء الغزاة المحتلين .

مخرج الفلم دان برادلي أراد أن يرسل رسالة واضحة بأن مقاومة المحتل الغازي تكون بكافة الوسائل المشروعة وغير المشروعة المتوفرة لدى المقاومين لتحرير بلدهم لذا مشهد مقتل أعز اصدقائهم لأنهم كانوا خونة وتعاونوا مع الغزاة ضد بلدهم كان مشهد معبرآ جدآ وهناك مشهد أخر قوي جدآ حيث أن أبن عمدة المدينة يوجه لوالده رصاصة لغرض قتله من بندقيته القناصة لأنه تعاون مع المحتل الغازي وجلس معه ؟.

وهي رسالة استهزاء كذلك بشعوب الدول الاخرى الذين احتلت بلادهم  من قبل دولة اخرى ولم يستطيعوا مقاومتها لأنهم كانوا جبناء وعديمي الرجولة وهذا ما حدث فعلآ في العراق حيث نسبة قليلة جدآ لا تكاد تتعدى الخمسة في المائة من الشعب العراقي هي التي قاومت الغزاة المحتلين وتم وصفهم بالإرهابيين والتنكيل بهم وتعذيبهم وإعدامهم وتم تجنيد اشباه المثقفين العراقيين في الخارج والداخل عن طريق شراء ضمائرهم الميتة مقابل حفنة من الدراهم للكتابة ضد المقاومين للغزاة المحتلين ؟!.

لذا هنا السؤال المهم الذي يطرح نفسه وبقوة عن حقيقة مغزى ومعنى الرسالة التي ارد مخرج الفلم ان يرسلها وعن حقيقة ما وراء هذا الفلم من معاني ودلالات غير قابلة للشك والتأويل وأولها مقاومة المحتل الغازي بكافة الوسائل الممكنة !؟.

وأخيرآ وليس أخرآ وبمناسبة هذا الفلم نوجه رسالة الى البيت الابيض الامريكي وزعمائه السياسيين والمثقفين والكتاب والفانيين الأمريكان وجميع من يهمه الأمر مفاد هذه الرسالة منا / هل لديكم الشجاعة الأدبية والسياسية ! أن تجيبونا على هذا السؤال الاتي :

هل كان هؤلاء الشباب المراهقين الطلاب الامريكان الذين كانوا يقاومون الغزاة المحتلين ارهابيين يستحقون القتل والإعدام ؟ أم مقاومين يستحقون التكريم ؟ وهل تنطبق ما قام به هؤلاء الشبان الامريكان على نفس ما قام به الشبان المقاومين في العراق؟ أم لا ... اذا كان هناك  ردآ رسميآ على هذا السؤال من قبل هؤلاء جميعهم أو بعضهم ويعترفون بالحقيقة وعن ما فعلوه ... سوف أعتذر علنآ عن كل ما كتبته طوال العشر سنوات الماضية عن المقاومة الوطنية العراقية!.

لو كانت لدينا القدرة المادية لما ترددت للحظة واحدة على رفع دعوى قضائية أمام المحاكم الأمريكية على شركة "ميترو غولدوين ماير" التي انتجت هذا الفلم ولأضع هذا (القضاء) الأمريكي الذي يقال عنه أنه نزيه وعادل جدآ ؟ في زاوية حرجة وأجعله في حيص بيص من أمره ... لذا إلى ذالك الحين نسترعي الانتباه.

أتمنى على كل مواطن عربي أصيل أن يشاهد هذا الفلم ويحتفظ بنسخه منه !

إعلامي وصحفي عراقي


 

 

No comments:

Post a Comment