Tuesday 5 March 2013

انتخابات مجالس المحافظات ومأساة هتافات الناخبين : قشمرتنه المرجعية وانتخبنه السرسريه!


 

انتخابات مجالس المحافظات ومأساة هتافات الناخبين : قشمرتنه المرجعية وانتخبنه السرسريه!

صباح البغدادي

لو كان في العراق قضاء عادل ونزيه وصحافة حرة لما بقى أحد من المسؤولين الفاسدين بالمنصب ليوم واحد !

معظم العراقيون الذين ذهبوا لما يسمى بانتخابات مجالس المحافظات او الانتخابات النيابية اصبحوا اليوم يعضون اصابعهم ندمآ على ما اقترفوه من جريمة انسانية بشعة بحق العراق عندما اتوا بالمجرمين واصحاب الشهادات المزورة والفاسدين وضباع السياسة الذين يتصدرون اليوم المشهد السياسي في العراق المحتل من قبل عصابات امراء الاحزاب الطائفية والمذهبية لذا صرخت حناجرهم بشعار مدوي ما زال صداه ماثل امام الجميع لغاية اليوم إلا وهو هتافهم المشهور " قشمرتنه المرجعية وانتخبنه السرسريه " وهذا الهتاف يحمل من المعاني والدلالات الكثير بين مفردات كلماته وهؤلاء العراقيين الذين وصفوا انفسهم بمفردة ( القشامر) ذهبوا لانتخاب ما تسمى بـ (قائمة الائتلاف العراقي الموحد / 555 )  في انتخابات عام 2005 والتي وجدوا فجأة أنها مذكورة في القرءان الكريم دون غيرها من بقية القوائم الاخرى,ولا ننسى كذلك الشعارات التي تم رفعها من قبل جميع رجال الدين في النجف وكربلاء وبقية مدن ومحافظات الوسط والجنوب والتي تم التثقيف عليها بحملة ونفس طائفي كان واضح جدآ ومنها : أن الذي لا ينتخب هذه القائمة تحديدآ هو عدوآ الى المرجعية وال البيت (ع) , وتحرم زوجته عليه , وواجب شرعي وفرض عين لإتباعنا , ومن لم ينتخب هذه القائمة تحرم عليه الجنة وهو من اصحاب النار والسعير , وانتخاب هذه القائمة هو النهج الحقيقي لمسيرة الامام الحسين (ع) وغيرها من الشعارات الغريبة والعجيبة التي رأينها في حينها !! ولكن بعد أشهر صرخ هؤلاء الناخبين الذين صوتوا لهذه القائمة (555) بهتاف مشهور انطلق من حناجر هؤلاء من نفس المحافظات والمدن والقرى بأنهم تم قشمرتهم من قبل المرجعية الدينية وهذا الهتاف الذي ردده هؤلاء الناخبين كان نتيجة حتمية وواقعية لما حدث بعدها من هؤلاء النواب الذين اوصلوهم بأصواتهم وفضلوا مصلحتهم الشخصية والحزبية على مصلحة المواطن العراقي البسيط  في توفير أدنى متطلبات العيش الكريم لهم ولعوائلهم ولمستقبل اطفالهم واهتموا بكيفية الاستحواذ على المال العام والتفنن بكيفية سرقته فالغاية اليوم وعلى الرغم من الميزانية الخيالية والأموال المتوفرة فلا توجد مياه صالحة للشرب ولا كهرباء ولا أمن ولا أمان ونحن على أعتاب ما يسمى بانتخابات مجالس المحافظات ولكي لا تعاد مثل هذه المأساة مرة أخرى على العراقيين الذين يريدون أن يذهبوا الى مثل تلك الانتخابات الصورية مرة ثانية أن يعاقبوا على الاقل هؤلاء المسؤولين الفاسدين والنواب وقوائمهم الانتخابية بعدم التصويت لهم لكي لا تتكرر المأساة مرة أخرى على الرغم من ان المرجعية الدينية حاليآ في النجف وكربلاء قد نأت بنفسها عن دعم أي قائمة انتخابية دون أخرى ولكن الواقع على الارض يشير غير ذلك فحسب ما وصلنا من قبل بعض العراقيين أثناء محاورتنا لهم حول الاوضاع وما يجري على أرض الواقع وبعيدآ عن الاعلام فأن الحسينيات والمراكز الثقافية والاجتماعية ومقرات الاحزاب تثقف وتشيع حاليآ كل قائمة وتكتل بين أتباعها بأن قائمتهم الانتخابية قد حازت على رضا المرجعية الدينية في النجف لذا يتوجب عليكم انتخابها حصرآ دون غيرها من بقية القوائم الاخرى وهذا واجب شرعي عليكم لغرض حث اهلكم وأقربائكم وجيرانكم وأصدقائكم وكل من تعرفوه على انتخاب قائمتنا دون غيرنا ؟! وهناك من القوائم من يتحضر لغرض التزوير بأي وسيلة كانت لحصد أكبر عدد ممكن من الاصوات المنافسة لهم ولان هذه القوائم يوجد فيها اشخاص ومسؤولين فاسدين !! وعلى أساس أن قائمتهم لا يوجد فيها أي شخص فاسد !! وهذا ما يحدث الان , ناهيك عن التسقيط الشخصي والأخلاقي لمرشحين بقية القوائم التي تتصدرها الاحزاب المتصارعة فيما بينها من قبيل زمرة حزب الدعوة وبكافة تفرعاته وزمرة المجلس وزمرة منظمة بدر وغيرها من القوائم وخصوصآ أن المرشحين حاليآ عددهم ما يقارب من  8275 مرشحاً لغرض التنافس على 447 مقعدآ موزعين على 139 كياناً وائتلافاً سياسياً .

 

هل سئل أحدهم أين هي السيرة الذاتية لهؤلاء المرشحين ؟! وهل قدموا هؤلاء المرشحين جرد حسابي مفصل لناخبيهم بأموالهم المنقولة وغير المنقولة ولعوائلهم ؟! وما الذي قدموه هؤلاء المرشحين في مجالس محافظاتهم والذين ما زالوا مسؤولين فيه من خدمات تمس بصورة مباشرة المواطن العراقي وخير أمثلة على مثل تلك التجاوزات غير المشروعة التي يقوم بها هؤلاء اليوم ومن أفواههم ندينهم وعلى سبيل المثال وليس الحصر ما تم إعلانه من خلال مجلس محافظة ذي قار عن تشكيل لجنة للحد من استغلال المسؤولين الحكوميين المرشحين للانتخابات مجالس المحافظات المال العام في الدعاية الانتخابية ومؤكدين تورط نحو 90 بالمائة منهم بذلك !!؟.

هل سوف تنتخبون أيها العراقيون هؤلاء النواب والمسؤولين الفاسدين وقوائمهم الانتخابية الذين لغاية اليوم يتهربون من أقرار قانون الموازنة العامة لعام 2013 والتي تمس حياتكم الخدمية والمعيشية بصورة مباشرة وحدكم دون غيركم ولا نراهم يتهربون من أقرار مميزاتهم المالية ورواتبهم المليونية وعلى الرغم من أنهم حسب القانون والأعراف البرلمانية هم موظفين بالدولة ولا نرى اي استقطاع لرواتبهم الخيالية او مميزاتهم المالية التي لا يستحقونها ؟!.

هل يتذكر العراقيون عندما تم عرض فلم مصور من على شاشات التلفزة المحلية يظهر فيه بكل وضوح كيفية حرق طلبات التعيين التي قدمها اهالي السماوة الى اعضاء الوفد البرلماني الذي زار المحافظة يوم 3 اذار من العام الماضي والذين التقوا بالمتظاهرين وقدموا لهم هؤلاء المتظاهرين والذين كانوا أغلبهم عاطلين عن العمل طلبات تعيينهم وتفاجأ الجميع بأن معاملاتهم تم رميها بمكبات النفايات وإحراقها من قبل اعضاء الوفد البرلماني ورأينا كيف قام بعض الفلاحين بإنقاذ طلبات التعيين من الحرق والتي تظهر بصورة واضحة أسماء وعناوين البعض من اصحاب هذه الطلبات !! لان هذه هي حقيقة هؤلاء المسؤولين الذين ذهبتم لانتخابهم ويعتبروكم مجرد مطية ليس إلا للحصول على كرسي المنصب وبعدها يتم رميكم بأقرب مكب للنفايات كما حدث لطلبات تعينكم والتي اراد الله سبحانه وتعالى أن يبين لكم حقيقة هؤلاء المسؤولين وفسادهم !! .

أين هي مفردات البطاقة التموينية : في زمن النظام الدكتاتوري حسب ما تصفونه في ادبياتكم الطائفية والمذهبية كنتم تستلمون كل شهر حصة تموينية كاملة غير منقوصة مع وجود ميزانية محدودة لوزارة التجارة في حينها واليوم لديكم ميزانية مليارية لوزارة التجارة لغرض توفير مفردات البطاقة التموينية هل استلمتم حصة كاملة منذ عشر سنوات !؟.

على الرغم من أن *المرجعية الدينية في النجف قد تبنت بكل ثقلها الديني والمالي القائمة الانتخابية (555) حصرآ دون غيرها من بقية القوائم الأخرى وألزمت أتباعها بانتخابهم ولكن ما حدث بعدها أن ممثل المرجعية الدينية (أحمد الصافي) في محافظة كربلاء لم يتحمل وقاحة وفساد هؤلاء المسؤولين بعد ان طفح به الكيل من ممارساتهم غير الاخلاقية تجاه المواطن العراقي البسيط فقد كشف علنآ في خطبة صلاة الجمعة بتاريخ 15 شباط 2013 بقوله ما نصه :" ان فرص العمل أصبحت محصورة بالوساطات الشخصية لمسؤولين عقولهم مريضة وتأخر قطاع الاستثمار والمشاريع الاقتصادية في البلاد بسبب استمرار الصراعات السياسية وتصحيح العقول المريضة لدى بعض المسؤولين للنهوض بالواقع الاقتصادي وتحدث الصافي في خطبة صلاة الجمعة التي القاها في الصحن الحسيني بقوله : الارقام والإحصاءات التي تتحدث عن البطالة أصبحت كثيرة وكبيرة وهي ناتجة عن عدم استيعاب الطاقات والكفاءات من قبل الحكومة وأن فرص العمل التي تم التحدث عن وجودها في مؤسسات الدولة تمثل ارقام خجولة ومحصورة بالوساطات الشخصية ولا تتناسب مع الاعداد الكبيرة للعاطلين عن العمل".

 

 اما بالنسبة الى ما يسمى بـ (المفوضية العليا المستقلة للانتخابات ) والتي كانت قد تشكلت بأمر من سلطة الائتلاف المؤقتة ذي الرقم 92 في 31 أيار من عام 2004 لتكون على اساس حصرآ هي السلطة الانتخابية الوحيدة في العراق وعلى اساس ان هذه المفوضية في العلن تعتبر هيئة مهنية مستقلة غير حزبية وتدار ذاتياً وتابعة للدولة ؟! ولكنها في الوقت نفسه وحسب ما يروجون لهذه المفوضية بأنها مستقلة عن السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية ، وتملك بالقوة المطلقة للقانون سلطة إعلان وتطبيق وتنفيذ الأنظمة والقواعد والإجراءات المتعلقة بالانتخابات خلال المرحلة الانتقال !! ولكن ضبع تنفيذ سياسة (المالكي) حاليآ النائب عزت الشاهبندر ليس مقتنع بهذا الكلام ويقول عن هذه المفوضية حسب ما وصلنا بما معناه :" بأننا يجب ان نسيطر عليها لكي لا يقوم الاخرون بالاستحواذ على مقاعد مجالس الانتخابات حتى ولو كان بالتزوير واستخدام الرموز الدينية والمرجعية مثلما سوف يفعل المنافسون لنا من جماعة مقتدى الصدر وحزب الفضيلة وجماعة عمار الحكيم وغيرها من الكتل والأحزاب وما دام بيدنا السلطة والمال حاليآ فأنها فرصة سانحة لنا لا تعوض وعلينا استغلالها حاليآ لأنها سوف تكون بالتالي الطريق الى فوزنا في انتخابات مجلس النواب ولكي لا تتكرر مأساة صراعنا مع قائمة اياد علاوي وحصوله على اكبر عدد من المقاعد النيابية والدخول معه أو مع غيره في استرضائهم لتشكيل الحكومة !! ولدينا الجيش والشرطة وبقية الاجهزة الامنية التي نستطيع بكل سهولة أن نجعلهم يصوتون لنا وهم سوف يصوتون قبل أسبوع لذا يمكن أن يصوتون هؤلاء مرتين لنا إضافة الى السجناء والمعتقلين وهؤلاء يمكن أن نجعلهم يصوتون لقوائمنا الانتخابية دون غيرها بأسلوب الترهيب والترغيب !!.

النائب أو المسؤول الفاسد يفكر بأن الموطن العراقي البسيط مجرد رقم ليس إلا في سجله الانتخابي وبالتالي حصوله على مقعد نيابي وكرسي في مجالس المحافظات يؤهله لغرض الاستحواذ على المال العام والمواطن سوف يبقى مطية لنا لغرض وصولنا الى كرسي الحكم !! ونضحك عليه بمقولة سحرية مفادها : إذا لم تنتخب قائمتنا ومرشحينا سوف يأتي أشخاص أخريين لكي يمنعوكم من اللطم على الحسين والهرولة الى كربلاء في مناسباتكم الدينية !!؟ وهذا ما حصل سابقآ وحاليآ وسوف يحصل في المستقبل !! إلا إذا أنتفض هذا الموطن العراقي البسيط ونفض عنه أتربة وغبار الطائفية والمذهبية الدينية وعاقب هؤلاء المسؤولين الفاسدين على ما اقترفوه من جرائم بحقه وحق عائلته ومستقبل أطفاله !؟

إعلامي وصحفي عراقي


 

*بسم الله الرحمن الرحيم
ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز
صدق الله العلي العظيم
إلحاقا بالفتوى المكتوبة المختومة التي أصدرها سماحة مكتب سماحة آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني ( دام ظله الوارف ) بعد ظهر هذا اليوم الأحد الثامن من ذي القعدة الموافق ليوم 11/12/ 2005 قبل الانتخابات العامة بأربعة أيام :

تدعو الحوزة العلمية في النجف الأشرف المؤمنين ( أيدهم الله تعالى ) الى انتخاب قائمة الائتلاف العراقي الموحد المرقمة (555) وإن هذا هو معنى قول المرجع الأعلى بوجوب انتخاب القائمة التي ترعى ثوابت ومصالح المؤمنين في مجلس النواب القائم . وهو معنى قول المرجع الأعلى ( دام ظله ) أيضا : بعدم انتخاب القوائم (العلمانية أو الليبرالية) لأنها لا ترعى مصالح المؤمنين ، ولكونها تدعو الى تغيير الدستور الدائم صراحة .
ثم إن سماحته ( دام ظله ) دعا الى وجوب خروج الرجال والنساء جميعا للانتخابات ، وتجنب تشتيت الأصوات وتضيعها ، كما دعا الى عدم انتخاب القوائم الصغيرة التي ليس لها رصيد شعبي واسع، أو ليس لها امتداد في المحافظات.
لقد دعت فتوى المرجع الأعلى المختومة المكتوبة بوضوح كافٍ الى انتخاب قائمة الائتلاف العراقي الموحد (555) دون لبس أو إبهام ، لتبين للمؤمنين ما سوف ينتخبون ، ولتقطع الطريق على المغرضين المضللين ممن يحاولون أن يخدعوا الناس ،  ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين والحمد لله رب العالمين.

لفيف من علماء
الحوزة العلمية في النجف الأشرف

 

 

No comments:

Post a Comment