حزب الدعوة الإسلامي … دعـاة على أبواب الشيطان الأكبر
تنويه هذه المقال نشرت بتاريخ 20 ديسمبر 2006
لقد
برزت على الساحة السياسية العراقية في بدايات القرن العشرين , الأحزاب
الإسلامية العقائدية ، حيث مثلت بالمقابل الوجه الأخر من الأحزاب اليسارية
والاشتراكية والقومية والشيوعية والعلمانية , فكلاهما كان لديهما تصورهما
المثالي والنظري للواقع المجتمعي المعاصر في تلك الفترة ، سواء أكان مجتمعا
شيوعياً أو اشتراكياً أو مجتمعا إسلاميا على غرار ما كان أيام الرسول أو
أيام الخلافة الراشدة , حيث أصبح الواقع السياسي في تلك الفترة بقواه
المتعددة وتحولاته ومتغيراته يقيم ويتخذ المواقف بشانها من المنطلق
الإيديولوجي أو العقائدي لهذين المنظورين دون الدعم للمواقف السياسية
المبدئية والمقنعة إذا كانت صادرة عن الأحزاب أو الإفراد التي لا تتبنى
هاتين الإيديولوجيتين . أما أذا أخذنا الأحزاب
العراقية التي نشأت في العهد العثماني أو في عهد الاحتلال البريطاني
والعهد الملكي ، لا بد أن نشير إلى الدور الفعال لرجال الدين في تأسيس
الأحزاب الإسلامية أو الأحزاب الوطنية في بدايات القرن العشرين وما تلاه
بعد ذلك ، من أمثال الشيخ محمد جواد الجزائري والشيخ محمد باقر الشبيبي
والشيخ محمد جواد ألجواهري والشيخ محمد رضا الشيرازي والسيد أبو القاسم
الكاشاني والشيخ عبد الكريم الجزائري والسيد محمد الصدر والشيخ محمد محمود
الصواف، والأخير واضع لبنات الأولى للحزب الإسلامي العراقي ( الأخوان
المسلمين ) بدايات ثلاثين القرن الماضي . تعتبر حركة الشباب
المسلم التي تأسست عام 1953 ومنظمة المسلمين العقائديين التي تأسست عام
1954, هي الأحزاب الشيعية العراقية التي تأسست منتصف القرن العشرين حيث
يعتبر الشيخ عز الدين الجزائري من المؤسسين الأوائل لتلك الأحزاب الشيعية , وقد تبع بعد ذلك تأسيس حزب الدعوة الإسلامي في عام 1957 في الاجتماع الأولي التأسيسي في مدينة كربلاء
يوم 17 ربيع الأول سنة 1376هـ / 1957م في دار أقامة المرجع الديني محسن
الحكيم والتي كان يقيم فيها عند زيارته لمحافظة كربلاء , حيث تأسست النواة
الأولى لحزب الدعوة الإسلامية على صيغة هيئة مؤلفة من 8 أعضاء , لخلق
نوع من حالة توازن الرعب الدموي ( بعد ذلك ) على الساحة السياسية العراقية
مع الأفكار التي كانت رائجة في تلك الفترة من الحياة السياسية من الشيوعية و العلمانية و القومية العربية . وحزب الدعوة الذي أتخذ من الآية القرآنية (( ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ )) , كذلك يتضح لنا أن التعريف الحقيقي للحزب نقرأه في أحدى نشراته التي أصدرها تحت عنوان (( حزب الدعوة ــ الاسم والشكل التنظيمي ,
جاء فيها :ــ إن أسم الدعوة الإسلامية هو الاسم الطبيعي لعملنا والتعبير
الشرعي عن واجبنا في دعوة الناس إلى الإسلام , ولا مانع أن نعبر عن أنفسنا
بالحزب أو الحركة والتنظيم , فنحن حزب الله , وأنصار الله , وأنصار الإسلام
, ونحن الدعاة حركة في المجتمع والتنظيم في العمل , وفي كل الحالات نحن
دعاة إلى الإسلام , وعملنا هو الدعوة إلى الإسلام )) , ويتبع حزب الدعوة في
نشاطه وعمله السرية والكتمان حيث يعتبرها من أولويات العمل والقضية
الأساسية في نجاح العمل ونمو الحركة الحزبية الإسلامية وسط الجماهير
والمجتمع . تدعي الأحزاب الإسلامية أنها إلى جانب التعاون مع الجميع للوصول الى مجتمع موحد قائم على (( ثوابت الأمة )) ، غير إن الوصول إلى السلطة يظهر إن هذه (( الثوابت المزعومة )) ستفصلها الأحزاب الإسلامية بالذات
حسب حاجاتها المرحلية وحسب ما أظهرته التجربة العراقية . وتزداد خطورة
وجدية الأمر كون مجتمعاتنا لم تتدخل مرحلة العملية المؤسساتية المهنية ,
واحترام الفرد وقيم حقوق الإنسان ، ولازالت في طور مجتمع العشيرة والقبيلة
والمذهب والشيخ والملالي والطائفة ، وترويج أفكار الغلمان والجواري والنطع بالسيف . لا ريب بعد ذلك أن نشاهد انطلاق الأحزاب الإسلامية من كونها تمثل (( الإسلام الصحيح ؟؟؟ ))
التي تدعي انه الحل الناجح والأكيد لجميع مشكلات الأمة , ولكن كيف يتم
تطبيق هذه المفاهيم بصورة عقلانية بعيدا عن عمليات التخوين والإقصاء ،
وبالتالي تضع كافة القوى الأخرى خارجه بصورة روتينية ، لتصبح تهمة (( التكفيرية )) ممارسة إرهابية واقعية . يعطينا المثال العراقي الآن صورة واقعية عن مدى التمزق والتشرذم التي يقدمه النموذج الديني (( باسم الله والإسلام براء منهم )) لبناء المجتمعات الديمقراطية المعاصرة ، إذ إن أساس الحزب الديني السياسي هو مشروع طائفي مذهبي عنصري بشكل أساسي ، مما يجعل تصعيد الطائفية والمذهبية وتشديدها وبناءها أمر لا مفر منه اليوم . يرفض اليوم بعض
العلمانيين والليبراليين والديمقراطيين الجلوس إلى جانب الإسلاميين
للحوار، متهميهم بالتمسك بقيم تدعو إلى الإقصاء والتفرد وتصفية الأخر فكريا
وجسديا باسم الله ، الأمر الذي يجعل برنامجهم لا يختلف عن
البرنامج الديكتاتوري الذي يسعى الديمقراطيون إلى إسقاطه، مما يجعل التساؤل
التالي شرعيا ، هل الهدف تنصيب ديكتاتورية إسلامية عوضا عن الديكتاتورية الفردية الشمولية ؟ وإذا كانت القوى العلمانية بمختلف توجهاتها تقبل بالأحزاب الإسلامية على طاولة الحوار والمشاركة السياسية فهل تقبل الأحزاب الإسلامية بالقوى العلمانية التنويرية بصورة عامة ، على أساس حرية الرأي والرأي الأخر وحقوق المواطنة ؟ يقول ياسين الحاج صالح :ــ دون
نظام الثقة التعاقدي لا يبقى غير حق الجميع بالتشكيك في الجميع ، دون إن
يكون من حق احد احتكار منح صكوك الصدق والإخلاص للآخرين أو منعها عنهم ،
ودون إن يكون من حق احد التفضل على البعض بالوطنية أو حجبها عن الآخرين .
فغياب تواثق مواطني الوطن الواحد يعني حجب الثقة عن الجميع على قدم
المساواة .مما يعني أيضا انه ليس هناك احد في موقع منح الشرعيات والثقة لغيره . يعتبر حزب الدعوة الإسلامي منذ تأسيسه وتأثيره بفكر الأخوان المسلمين وطريقة في
أقامة الدولة الإسلامية , وهو تعبير مبهم أذا لم يكن هناك حقيقة الاعتراف
بالغير حتى ولو اختلف البعض معهم حول السبل والطرق لإقامة هذه الدولة
الإسلامية (( المزعومة )) دون إقصاء الأخر وتهميشه , وهذا ما
شاهدناه جليا بعد سقوط بغداد بيد مغول العصر الجدد وممثلي البربرية
المتوحشة وخيانة دماء الشهداء ( حزب الدعوة ) الذين سقطوا على أرض العراق
في سبيل أدبيات الحزب في أقامة الدولة الإسلامية الحقيقية , حيث لا ظالم
ولا مظلوم في جو مفعم بالمحبة , تكون فيه الفوارق الاجتماعية شبه معدومة
ولا سيد ولا عبيد ولا غالب ولا مغلوب , فالكل أمام الله والقانون سواء لا
فرق بين غني وفقير أسود أو أبيض , وتأتي فكرة حقيقة نشوء حزب الدعوة في
منتصف القرن العشرين كحالة ورد فعل نتيجة هيمنة الأحزاب القومية العربية
والشيوعية الماركسية والعلمانية على الحياة السياسية العراقية , ولا كن لا
بد من الإشارة إلى مسألة مهمة وهي أن فكرة أنشاء هذا الحزب ( الدعوة ) تأتي بأوامر وتوجيهات ومشاورات خارجية مخابراتي غربية وخصوصا أمريكا وبريطانيا وإيران للمحافظة على مصالحها الحيوية في المنطقة التي يكثر فيها عماد الاقتصاد العالمي وهو النفط لضرب حركات التحرر العربية والتي تحمل صفة القومية العربية في
أدبياتها . وذلك بعد انبثاق حزب الدعوة في العراق , بمباركة ودعم النظام
الشاهنشاهي في إيران عام 1959 ومنذ ذلك العام كان حزب الدعوة شوكة في أعين
العراقيين والعراق عامة , وكان الإعلان لانبثاق حزب الدعوة في العراق , هو
أول مسمار في نعش ثورة الرابع عشر من تموز عام 1958 وكانت ليد المخابرات
المركزية الأميركية ــ البريطانية , الدور الأساسي في ذلك والمنفذ المباشر
لإعلان انبثاق حزب الدعوة وهو نظام شاه إيران , فحزب الدعوة برئاسة إبراهيم
الأشيقر ( الجعفري ) تنص كراسة نظامه الداخلي في أحدى فقراته صراحة ((
وكما من الله على المسلمين بإقامة الحكم الإلهي المتمثل في إيران الجمهورية
الإسلامية بقيادة روح الله الخميني قدس سره فلذا وجب علينا لزاما دعمه بكل
الوسائل المتاحة لقيادة الحزب وتنظيماته ليكون نواة الدولة الإسلامية
الحقيقية لتحرير البلاد الإسلامية من السيطرة الاستعمارية الكافرة وضمها
إلى الدولة الإسلامية الكبرى إيران )) , ولا نكشف سرا فأن الإيراني محمد
مهدي الأصفى الذي يدير مكتب ولي الفقيه الخامنئي في محافظة النجف الأشراف
هو أحد مؤسسي هذا الحزب وهو الذي يقود الجناح المتطرف بالحزب والذي يؤيد
الثورة الإيرانية ومبادئها وأدبياتها وضرورة نشرها خارج إيران حتى ولو
بالقوة العسكرية , وتأتي مسألة اتهام المفكر والفيلسوف العربي السيد محمد
باقر الصدر بأنه من المؤسسين الأوائل للحزب وقد خرج منه بعد ثلاث سنوات عام
1960 بعد كشفه لحقائق عن طبيعة نشوء الحزب والجهة التي أمرت به وهذا ما
يؤكده أكثر من مصدر وعلى سبيل المثال هناك الوثيقة التي احتواها أحد الكتب
المهمة جوابا على سؤال من السيد حسين محمد هادي الصدر ما نصه (( ما هو رأي
سماحتكم في موقف الحوزة العلمية تجاه الأحزاب السياسية الدينية كحزب الدعوة
وغيره فهل يجوز الانتماء إليها أو لا أفتونا مأجورين . حيث أجاب السيد
محمد باقر الصدر بما يلي :ــ لا يجوز ذلك لأننا لا نسمح بشيء من هذا القبيل
وقد ذكرنا رأينا هذا مرارا إذ أوضحنا إن طالب العلم الديني وظيفته إن يعظ
ويرشد ويعلم الإحكام الشرعية بالطريقة الواضحة المألوفة بين العلماء ومن
الله نستمد الاعتصام وهو ولي التوفيق … توقيع محمد باقر الصدر 1394هـ ــ 1974 م / ختم بختمه )) بهذه الوثيقة نستطيع أن نستدل بشكل قطعي بأن حزب الدعوة الإسلامي الذي يدعي جميعهم وعلى
مختلف توجهاتهم الفكرية الآن أو في الماضي أن السيد محمد باقر الصدر هو
الذي أسس الحزب , وهذا غير صحيح طبعا السيد الصدر الأول يقول صراحة لا يجوز
الانتماء لهذا الحزب , ولا غيره من الأحزاب الإسلامية للأسباب الواردة
بجوابه بالكتاب أعلاه . أما أذا أخذنا حالة الانقسامات والانشقاقات كما حدث
عام 1969 نتيجة لتوسع القاعدة التنظيمية وكسب المثقفين وخاصة من الوسط
الجامعي برز تيار من تلك الأوساط في حينها وفي بغداد تزعمه في حينها الدكتور سامي جابر ألبدري الذي طرح عدة أمور رفضها الحزب ومنها على سبيل المثال لا الحصر (( التوجه
التام نحو التدين دون التأثير بمباهج الحياة , تولي طبقات الحزب ومنها
الطبقات المثقفة وأبعاد رجال الدين والمعممين عنها لعدم خبرتهم وإلمامهم
بالحياة السياسية والتي يتطلبها قيادة خاصة في مرحلة مجابهة السلطة ,
التأكيد على ضرورة تكوين خط تنظيمي خاص بطلبة العلوم الدينية يسمى ــ خط تنظيم الحوزة ))
. وقد أيد الطلبة الجامعيون الخط الذي سار عليه الدكتور ألبدري كما أيده
خط تنظيم الكرادة الشرقية , واستمروا بالعمل ضمن حزب الدعوة إلى أن تفاقمت
الخلافات بينهم وبين القيادة أثر حملة التشهير التي قادها الشيخ عارف
البصري عام 72 ــ 1973 حيث خرج ألبدري مع مؤيديه من الحزب والتقى ( بحركة
المسلمين العقائديين ) وأطلقوا على تنظيمهم الجديد ( جند الأمام ) وتم
إصدار نشرات منها ( المستقيم , الهدى , المجاهدين ) وانتقدوا فيها قيادة
حزب الدعوة , بعدها هرب الدكتور سامي ألبدري إلى الكويت عام 1975 ومنها إلى
إيران . ولكن أخطر ما مر به حزب الدعوة ما حدث بعد عام 1980 من صراعات
داخلية وانشقاقات واتهامات بين تيارين الشيخ محمد مهدي الأصفى ( إيراني ) ,
وتيار الشيخ محمد علي الكوراني ( لبناني) , بعد انقلاب الشيخ كاظم علي الشيرازي ( الحائري ) على حزب الدعوة والشيخ الأصفى الذي تبرئ من الحزب في الواجهة فقط ,
وكان الساعد الأيمن لهذه المؤامرة وإنجاحها هو الدكتور إبراهيم الأشيقر (
الجعفري ) والذي كان مبعوثا شخصيا من طرف الشيخ الكوراني , والتمرد على
قيادة الحزب والتي كانت وقتها متمثلة بالشيخ أبو الحسن عبد الهادي السبتي
مستغلين ارتباطهم وتعاونهم بالشيخ الشيرازي ( الحائري ) ووصل
الأمر إلى مصادرة المال الخاص بحزب الدعوة مع العلم أن أغلب المحيطين حول
إبراهيم الأشيقر كانوا كلهم من التجار وأصحاب المهن وليس لهم علاقة بالعمل
الدعوي والعمل الحزبي وهذا مخالف لأبسط أدبيات الحزب , كذلك مسألة تبني
ولاية الفقيه التي طرحها الشيخ الأصفي و اعتبار الخميني نائبا ووكيلا عن
الإمام المهدي المنتظر ومرشدا أعلى لكل الحركات الإسلامية , والتي أعترض عليها الشيخ الكوراني باعتبار إن
يكون الأمر للمرجع الأعلم والافقه والأتقى والذي يتمتع بصفات العدل والزهد
وان هذه الصفات متوفرة في مجموعة من المراجع وليست في الخميني وحده ,
وكذلك عدم اعتراف الأخير بفقيه الدعوة وهو الشيخ الشيرازي ( الحائري )
وغيرها من الأمور الخافية , كذلك لا ننسى
المشاركة الفعلية لمنتسبي حزب الدعوة في الحرب بجانب إيران أثناء حربها
العدوانية ضد العراق وقتالهم ضد بلدهم العراق مما يعتبروه عمل بطولي وجهادي
, حيث شكل حزب الدعوة مجاميع قتالية في إيران عرفت حينها بقوات الشهيد
الصدر واحتضنتهم إيران في معسكر أعد خصيصا في جنوب البلاد ولسهولة الدخول
والخروج إلى العراق لتنفيذ المهمات , وعمليات
التخريب والتفجيرات التي حدثت في بغداد وبعض المحافظات وذهاب ضحيتها عشرات
المدنيين العراقيين بين جريح وشهيد حيث كان الجهاز ألأعلامي للحزب الدعوة
في حينها يتفاخر بهذه الأعمال ويعتبرها عمليات بطولية مع العلم بأن الضحايا
مدنيين ليس إلا , كذلك يجب علينا أن لا ننسى الشهداء من الشباب العراقي
الذي صدق يوم من الأيام الأطروحات الدينية التي كان يغلف فيها حزب الدعوة
شعاراته , ولا كن هذا لا يعني بأن هناك من قيادات حزب الدعوة الشرفاء وهم
قلة القليلة مع الأسف قد وقفت بشدة ضد عملية غزو العراق وتدميره , حيث كان
لدور أطرافا داخلية في الحزب معارضة لأي ضربة ولكن إيران لم تكن تريد لذلك
الموقف الوطني العراقي الذي أتخذه البعض من حزب الدعوة أن يأخذ مداه , بل
كان هناك إصرار على تلطيخ حزب الدعوة بعار وخزي المشاركة الفعالة تحت مظلة
الاحتلال والعدوان الأمريكي البربري على العراق وهذا ما فعله حتى نوري
المالكي بقيامه بزيارات سرية للولايات المتحدة الأمريكية عام 2000 تحت
عنوان زيارة الجالية العراقية وكذلك إبراهيم الجعفري بلقاءاتهم السرية في
لندن والتحضير لتهيئة كوادر حزب الدعوة للمشاركة الفعلية في عملية ضرب
العراق سواء من الداخل أو المشاركة الفعلية كإدلاء وجواسيس يتم تهيئتهم
وهذا ما أنكشف عندما ذهب المئات منهم إلى معسكرات التدريب والأعداد في
هنغاريا . وكما قلنا هناك من الشرفاء منهم ولكن مع الأسف أصواتهم كانت مخنوقة وهذا ما يذهب أليه أحد كوادر حزب الدعوة
إذ كان يستمع مصادفة في دعوة لخطاب صدام حسين في ذروة الأزمة الأمريكية مع
العراق، وقيام صدام حسين بإنهاء خطابه في جملته المعهودة المعروفة (( الله
أكبر الله أكبر الله أكبر وليخسأ الخاسئون )) فإن الدموع قد فاضت في عيون
هذا الكادر من حزب الدعوة مع كل الخلاف والاختلاف مع صدام حسين ، وقال والحديث
مازال لكادر حزب الدعوة :ــ إننا في ذلك الوقت وعلى لسان كادر متقدم بيننا
إننا على استعداد لحفظ أمانة شهداء حزب الدعوة في الاصطفاف ولقاء صدام
حسين والعبثيين ضد أمريكا وإسرائيل وعدوانهما المحتمل على العراق وشعبه،
وإن هذا الخيار أشرف من أن نبيع تضحيات ودم شهداء حزب الدعوة في تعامل
ميكافيلي مع الأمريكان ضد العراق، وسيادته، واستقلاله . ولا كن مع الأسف
القرار الحقيقي ليس بيد حزب الدعوة ولا كن بيد إيران هي التي تقرر وهي التي
ترى ما هو أصلح للحزب حتى ولو أتت على حساب قناعاتهم الشخصية . يجب كذلك التنويه للقارئ الكريم بأن ما ورد أعلاه هي بعض مقتطفات بصورة موجزة من مسودة
بحث مطول أعكف على العمل عليه منذ فترة ليست بالقصيرة و قد يتطور البحث
إلى الصدور في كتاب أن شاء الله في المستقبل أذا ساعدتنا الظروف ((
بنفس العنوان أعلاه ــ مع تبرع أحد الفنانين التشكيليين العراقيين مشكورا
بعمل غلاف للكتاب )) بصورة أكاديمية بحثية علمية نعتمد على حقائق الأمور
دون تزيف وتضليل للقارئ الكريم وسوف يكون مرجع مهم باعتقادنا المتواضع إلى
الأجيال القادمة بعيدا عن الشحن الطائفي والمذهبي والعرقي الذي يروج البعض
منه الآن مع الأسف , أعتمادآ على شهادات ووثائق رسمية ومقالات وبحوث وكتب
ومصادر متعددة وشهادات من بعض القيادات المستقلة في الحزب
والتي أرتئ البعض منهم على الانزواء بعيدا خارج اللعبة الدينية والسياسية
للحزب وكذلك حول علاقة حزب الدعوة السرية بالمخابرات
البريطانية والأمريكية (لندن ) من جهة والمخابرات الإيرانية من جهة أخرى
والتأثير بسياسات وقرارات الحزب وغيرها من الأمور المخفية على الأقل في
الوقت الحاضر وخصوصا عملية التأمر على العراق والمشاركة الفعالة بغزوه
وتدميره . ولا بد أن نتساءل كم من الشباب العراقي المؤمن ذهب ضحية أفكار
وصراعات حزب الدعوة والتي روت دمائهم الزكية ارض العراق الطاهرة فإلى هؤلاء
الشهداء ومن ضمنهم بعض من أفراد عائلتي وأقرباءنا وبعض المعارف والأصدقاء
الذين جمعتني بهم حب عراقنا في الغربة سوف نهدي البحث أو الكتاب لهؤلاء
الأبطال أن شاء الله … والله الموفق …
الهوامش :
الدكتور عزيز الشامي ــ جريدة المدار 2ـ 4ـ 2005
إصدارات الدائرة الإعلامية ــ لحزب الدعوة ـ 2000
الدكتور شوكت الخزاندار ـ كتاب سفر ومحطات ـ رؤية من الداخل
كتاب شهيد الأمة وشاهدها ج2 ـ الوثيقة 73 ص 221
الأستاذ طريف سردست ـ الحوار المتمدن ـ العدد 1598
* كذلك لابد أن نطرح على بساط البحث حالة الصراع والرعب الدموي الذي رافق أحداث عام 1980 بين قيادة وأنصار المجلس الأعلى وقيادة وأنصار حزب الدعوة …
** نرجو من القارىء الكريم ممن يرغب في إرسال عنوان كتاب في سياق الموضوع أو توضيح أو تعقيب أو وثيقة لما ورد أعلاه من مسودة البحث تتعلق بالموضوع أن لا يبخل علينا بها , كذلك نتمنى من الجميع عدم تداول العنوان البحث المعنون ــ (( حزب الدعوة الإسلامي … دعاة على أبواب الشيطان الأكبر )) سواء بصورة جزئية أو كلية دون الإشارة للمصدر , لضمان الحقوق الفكرية للأخريين …
*** هذا البحث ليس موجه ضد فئة على حساب فئة أخرى ولكن لكشف حقيقة و زيف بعض الذين أراد أن ينهش من جثث شهداء حزب الدعوة والمتاجرة الرخيصة بهم بجلوسهم في أحضان الشيطان الأكبر ومن دمر العراق وحوله إلى خرائب وأطلال وجلس على كرسي الحكم الذي صعد عليه بسلم مصنوع من جماجم شهداء العراق , فإبراهيم الأشيقر ( الجعفري ) و نوري المالكي و علي الأديب وحيدر العبادي وغيرهم من قيادات الحزب يتحملون الجزء الأكبر من هذا الانهيار المخزي لحزب الدعوة الإسلامي بسبب انشغالهم بكراسي الحكم وجمع الأموال السحت الحرام التي لا تغني ولا تسمن من جوع إلا متعة الدنيا الزائلة وما زينه الشيطان لهم , ولعنة الله على كراسي الحكم إذا سقط الوطن بين تحالفاتكم مع الشيطان الأكبر للوصول لكرسي الحكم …
No comments:
Post a Comment