Thursday, 25 April 2013

الأرعن بوش الصغير والقذر بول وولفويتز مرتاحين جدآ لغزوهم العراق

بوش : انتهى النقاش فأنا مرتاح لقراري باجتياح العراق!‏

الخميس، 25 نيسان، 2013
صرح الرئيس الاميركي السابق جورج بوش في مقابلة اليوم انه "مرتاح" للقرار الذي اتخذه باجتياح ‏العراق عندما كان رئيسا للولايات المتحدة.‏
وفي المقابلة مع محطة التلفزيون الاميركية "اي بي سي نيوز" تم بثها عشية تدشين مركز باسمه، اكد ‏بوش ان غزو العراق في 2003 جاء بسبب مخاوف من وجود اسلحة للدمار الشامل، لم يعثر عليها ‏بعد ذلك. وقال "انا مرتاح للطريقة التي اتخذ فيها هذا القرار. اعتقد ان الاطاحة بصدام حسين كانت ‏القرار الصائب ليس فقط من اجل امننا بل لاعطاء العراقيين امكانية العيش في مجتمع حر". واضاف ‏‏"لكن التاريخ سيحكم في نهاية المطاف على كل هذا ولن اكون هنا حتى ارى حكمه".‏
وتابع الرئيس الاميركيث السابق "في ما يتعلق بي، النقاش انتهى واعني فعلت ما فعلت. في النهاية ‏المؤرخون هم الذين سيحكمون على هذا القرار".‏
وادى الاجتياح الاميركي عام 2003 بحجة وجود اسلحة دمار شامل لم يعثر عليها ابدا، الى الاطاحة ‏بصدام حسين ولكن الاميركيين واجهوا بعد ذلك تمردا طويلا.‏
من جهة اخرى، ذكر بوش (66 عاما) ان هواية الرسم غيرت حياته، موضحا انه يؤيد مواصلة التعلم ‏حتى بعد تقاعده، كما فعل والده. وقال ان "اهم درس هو انه يمكننا مواصلة التعلم طوال حياتنا".‏
واضاف "لا اريد ان ارتاح واريد ان اسير على خطى الرئيس الحادي والاربعين جورج بوش الاب ‏‏(88 عاما) الذي يقوم بنشاطات كبيرة على الرغم من تقاعده.‏
واكد بوش "انظر الى الاولان بشكل مختلف وارى ظلالا"، مشددا على انه يدرك حدود عمله هذا.‏
وقال ان "قيمة التوقيع اكبر من قيمة اللوحة"، موضحا انه يرسم يوميا ويساعده استاذ "يتحلى ‏بالصبر".‏ وتابع "احب الرسم"، مؤكدا ان "الرسم غير حياتي بكشبل ايجابي".

بول وولفويتز ورسائله المثيرة
الجمعة، 19 نيسان، 2013
يعد الأكاديمي والسياسي بول وولفويتز نائب وزير الدفاع الأمريكي الأسبق دونالد رامسفيلد، من أشدّ دعاة الحرب على العراق، كما يعدّ من أبرز الشخصيات التي تمثل تيار المحافظين الجدد، وقد لمع اسمه في فترة التحضير للغزو، لا سيما أنه كان للبنتاغون دور مهم في الإعداد للحرب ورسم خطط الاحتلال . ويكاد يجمع الرأي على تمتع وولفويتز بالذكاء الحاد، فضلاً عن براعته الدبلوماسية وكفاءاته الإدارية والسياسية .
وكان وولفويتز يصرّ على أن التخلص من النظام العراقي السابق في مصلحة الشرق الأوسط، إضافة إلى الشعب العراقي بمكوّناته المختلفة، وهو يردّ على من يقول بحدوث فراغ كبير، يمكن لإيران أن تستغله لتوسّع نفوذها وتبسط هيمنتها .
وعلى الرغم من مرور عشر سنوات على الاحتلال الأمريكي وما خلفه من دمار شامل، فضلاً عن انعكاساته السلبية على عموم دول المنطقة، فإن وولفويتز لايزال مستمراً بل متحمساً لأطروحاته إزاء تطور الأحداث، لكنه في الوقت نفسه أخذ يزيح النقاب عن بعض الخفايا والأسرار، وهو وإن اعترف ببعض الأخطاء، فإنه لا يلقي باللائمة على واشنطن، بل يعزوها إلى جيران العراق، لا سيّما من العرب، دون أن يهمل ذكر بعض الأخطاء الأمريكية، وكذلك أخطاء الحكومات العراقية ما بعد حكم بول بريمر (الحاكم المدني الأمريكي للعراق) في الفترة الممتدة بين 13 مايو/أيار 2003 لغاية 28 يونيو/حزيران  2004 .
ويراهن وولفويتز على التاريخ الذي قد يستغرق سنوات طويلة لتتضح صورة التغيير الذي حصل في العراق، نافياً سعي الأمريكان إلى نهب النفط أو استعباد الشعب العراقي الذي تخلّص من ديكتاتور بغيض حسب تعبيره . ومع أنه يعترف بعدم وجود أسلحة دمار شامل في العراق من خلال “مجموعة مسح العراق” التي أعدّت تقريراً نهائياً في أواخر العام ،2005 (استمراراً للجان التفتيش التي زارت العراق مئات المرّات من العام 1991 ولغاية العام 2003)، فضلاً عن عدم إثبات وجود علاقة بين النظام السابق وتنظيمات القاعدة الإرهابية، وهما الذريعتان الأساسيتان اللتان تم شن الحرب استناداً إليهما .
يضاف إلى ذلك، أنّ حجة التخلّص من نظام شرير وبناء نظام ديمقراطي لا تزال محطّ تساؤل كبير بعد مرور عشر سنوات على الحرب، لا سيما بابتداع نظام المحاصصة الطائفية- الإثنية وتفشي ظاهرة الإرهاب والعنف، واستشراء الفساد المالي والإداري، واستمرار تردّي الخدمات الصحية والتعليمية، وكذلك الكهرباء والماء الصافي، وهشاشة الأمن وضعف هيبة الدولة، الأمر الذي جعل من الفوضى والتشظي مسألتين مستمرتين طوال العقد الماضي من الزمان . والذي عاظم من مآسي العراقيين وجود مئات الآلاف من النازحين ومثلهم من اللاجئين، وخصوصاً من المتحدّرين من هوّيات فرعية مثل المسيحيين والإيزيديين والصابئة وغيرهم بمن فيهم التركمان والكلدانيون والآشوريون الذين ضربتهم موجة العنف في الصميم، إضافة إلى عموم الشعب العراقي .
وإذا كانت لوثة العنف قد أصابت المجتمع ككل، فإن نصيب الفئات الضعيفة، لا سيّما المجموعات الثقافية والدينية كان أشد وطأة، خصوصاً وهي لا تستطيع مواجهة المتسيّدين باسم الهوّيات الكبرى، وليس لديها ما يؤهلها لذلك نفوساً أو امتداداً جغرافياً أو سلاحاً أو توجهاً .
ويبرّر بول وولفويتز قرار إدارة بوش بشن الحرب، حتى بعد عدم اكتشاف أسلحة دمار شامل “بأن جميع وكالات الاستخبارات الأجنبية كانت تعتقد بوجودها . . . وربما خطط صدام حسين لإعادة بناء قدراته من أسلحة الدمار الشامل فور تمكّنه من تحرير نفسه من نظام العقوبات الاقتصادي المفروض عليه”، وإن الإرهابيين كانوا قد بدأوا بشن هجوم من داخل الأراضي العراقية في أوروبا والشرق الأوسط، بمن فيهم أبو مصعب الزرقاوي الذي قتل في يونيو/حزيران 2006 .
ويبدو أن وولفويتز لم يُشْفَ من شبح  صدام حسين الذي ظلّ يطارده، حيث يقول لو كان صدام حسين في السلطة اليوم لمدّ يد العون إلى بشار الأسد خوفاً من أن يؤدي نجاح الثورة السورية إلى أن تصبح مصدر إلهام للعراقيين للثورة ضدّه، وتلكم لعمري افتراضات لا يجمعها جامع مع علم السياسة، فضلاً عن بعض الأحكام المسبقة، إذ يمكن أن يكون هذا الافتراض صحيحاً وقد يكون خاطئاً، خصوصاً بتبدّل الظروف والأحوال، لا سيما بحجم الأهوال التي عرفها البلدان .
ومع كل تبريراته فإن بول وولفويتز يعترف بأخطاء الولايات المتحدة ويجملها بتشكيل حكومة احتلال (المقصود مجلس الحكم الانتقالي والحكومة التي انبثقت على أساس المحاصصة الطائفية والإثنية التي انبعثت عنه بالاتفاق مع بول بريمر)، وهو ما شاركت فيه أغلبية القوى السياسة المتصدّرة للعمل السياسي اليوم، ويقول كان ينبغي تسليم السيادة للعراقيين منذ البداية . كما يعترف بأن واشنطن تأخرت أربع سنوات لتنفيذ استراتيجيتها في محاربة الإرهاب .
وبشأن حرب الخليج الأولى بعد غزو القوات العراقية الكويت، وفي أعقاب هزيمة الجيش العراقي العام ،1991 ينتقد وولفويتز واشنطن لسماحها باستخدام الهليكوبترات الحربية للقضاء على الانتفاضة العراقية التي اندلعت في مارس/آذار ،1991 ويعتبرها مسؤولة عن التسبّب بموت عدد كبير من المشاركين فيها، لا سيما بتقدم الحرس الجمهوري بالتحرك نحو الجنوب، من البصرة إلى حوض الفرات والمدن الأخرى، وقد شهدت تلك الفترة أعمالاً انتقامية وثأرية طالت الآلاف من المواطنين العراقيين الأبرياء .
وما يلفت النظر في قراءة بول وولفويتز استنتاجاته بخصوص العلاقة مع إيران، فإن لم يقدم العرب على دعم حكومة بغداد التي تتحدد علاقتها مع جيرانها بمعادلة طردية، فإن إيران ستكون لها الحظوة، فكلّما زاد دعم العرب للعراق، زاد ابتعاد العراقيين أو عدم حاجتهم إلى إيران، والعكس صحيح أيضاً، ولعل شيعة العراق، كما يقول، قد يضطرون إلى التقرّب من جار سيّئ، إذا لم يحصلوا على مساندة أشقائهم العرب، ومرّة ثانية يقول إن هذا رأي القيادات السعودية الذي بيّنته لبيكر بعد انتهاء حرب الخليج الأولى، وهو يدعو دول مجلس التعاون الخليجي اليوم إلى عدم النأي بالنفس عن بغداد، وربما هذا ما فعلته واشنطن قبل انسحابها من العراق .
لعلّ استنتاجات مثل هذه بحاجة إلى وقفة جديدة للقراءة، فشخصية مثل وولفويتز كان لها دور كبير خلال الغزو الأمريكي للعراق وما بعده، فضلاً عن تاريخه، حيث بدأ حياته السياسية والمهنية في وزارة الخارجية الأمريكية منذ مطلع الثمانينات، ثم أصبح مساعداً لوزير الخارجية لشؤون الشرق الأقصى وبعض المحيط الهادي، وبعدها عيّن سفيراً في إندونيسيا وانتقل إلى وكيل لوزير الدفاع لشؤون السياسات ونائب لوزير الدفاع (2001-2005) ورئيس للبنك الدولي 2005-،2007 إضافة إلى إدارته لمعهد الدراسات الدولية في جامعة جونز هوبكنز، وهو من مواليد مدينة نيويورك (1943) ودرس الرياضيات ثم العلوم السياسية، حيث نال شهادة الدكتوراه من جامعة شيكاغو ،1972 وانتقل حينها من الحزب الديمقراطي إلى الحزب الجمهوري وأصبح أبرز شخصيات المحافظين الجدد، أو ما يسمّون بصقور الحرب على العراق .
ولهذا فإن ما يقوله وولفويتز يعدّ أمراً في غاية الأهمية والخطورة حتى وإن كان خارج المسؤولية الآن، وعلى أصحاب القرار من العراقيين ومن العرب التمعّن فيه والتأمل في ما ذهب إليه، لا سيما بعد مرور عشر سنوات على الاحتلال .

No comments:

Post a Comment