صباح
البغدادي
اجرى
(المالكي) حوارآ صحفيآ عبر الهاتف مع صحيفة الحياة اللندنية السعودية يوم السبت
المصادف 4 ايار 2013 والذي اراد من هذا اللقاء ان يوصل مباشرة رسائل الغزل السياسية
للقيادة الحاكمة السعودية ,ومما ورد في هذا اللقاء عن طبيعة العلاقة التي يراها مع
حكومته والحكومة السعودية وأفاق المستقبل الذي اصبح ينشده معهم بعد ان مرت بفترة سياسية
شديدة وعصيبة عليه من خلال تصريحات المسؤولين والوزراء والنواب المحسوبين على
قائمته ضد الأسرة الملكية الحاكمة بعد تدخلها بصورة مباشرة من خلال ارسال قوات درع
الجزيرة الى "مملكة البحرين" لغرض اخماد الفتنة الطائفية التي اشعلتها
ايران في العاصمة المنامة حيث قال ما نصه للصحيفة : نريد أن نقضي على الظاهرة
المشاغبة التي كانت في العراق سابقآ ضد السعودية " وهو القائل بنفسه سابقآ
حول احداث البحرين " بأنها شأن داخلي صرف لا يحق لأحد من دول الجوار التدخل
فيه " وكان يرمي بتصريحه هذا على القيادة السعودية ! وقد تطرق كذلك في حديثه
الى كرمه الحكومي بملف السجناء السعوديين ووعد انه سوف يطوى هذا الملف قريبآ بعد
أن وقع اطلاق سراح السجناء الذين تجاوزوا الحدود الى العراق , ولكن الأهم في هذه
المبادرة من قبله كان ظاهرها الذي قاله للاستهلاك الشارع الاعلامي !! وباطنها
الخفي كان المقابل السياسي الذي سوف يجنيه من خلال استخدام النفوذ القوي لدى امراء
الاسرة الحاكمة السعودية وعلاقتهم بالقيادات السياسية والعشائرية في المحافظات
المنتفضة ضد حكومته وخصوصآ ما يجري بمحافظة الانبار ونينوى في سبيل اثنائهم عن بعض
طلباتهم الخاصة بحكومته ومحاولة منهم لإقناعهم بالعودة الى حلبة الصراع في
البرلمان والحكومة اي ان الامر لم يكن بالأساس محاولة حثيثة من قبله في سبيل
مبادلة السجناء العراقيين بالسعودية وإنهاء معاناتهم مقابل اطلاق سراح السجناء
السعوديين بالعراق حسب ما ارد ان يصوره لوسائل الاعلام !؟ .
محاولة
للعب على حبال التناقضات السياسية بالمنطقة:
(المالكي)أقنع
نفسه بأنه يستطيع ويجيد هذه الأيام باستغلال الاوضاع السياسية المضطربة في المنطقة
وخصوصآ ما يحدث حاليآ في سوريا ويعتبرها فرصة له للعب مع كبار الدول على هذه
التناقضات السياسية وانه يستطيع اللعب ليس على حبلين وإنما على عدة حبال مجتمعة مع
بعضها البعض في وقت واحد ومنها الحبال السياسية الأمريكية والإيرانية والبريطانية
والسورية والسعودية والتركية ولكنه في النهاية قد تطيح به رهان اللعب وتتشابك الحبال
مع بعضها البعض لتخنقه سياسيآ والى الابد ومع وجود البوادر الجدية من قبل المجتمع
الدولي هناك لإنهاء حكم نظام بشار الاسد ؟! حتى تصريحه السابق حول "مملكة
البحرين" لم يكن ليصرح به لولا الأوامر المباشرة الصادرة من قم وطهران وفيها
كذلك أراد مغازلة الإيرانيين بهذه التصريحات والذي يعتبرهم المنقذ له في صراعه
السياسي مع احزاب قائمته في الحكومة وكذلك لامتصاص غضب احزاب قائمته المشاركة معه
بالحكم والمرتبطة اغلبها بالولاء لرجال الدين الإيرانيين في قم وطهران.
كانت
لنا هناك فرصة سابقة للتحدث مع احد السادة المسؤولين الأفاضل حول هذه التصريحات
الاعلامية التي يطلقها (المالكي) بين فترة وأخرى حول مستقبل علاقة حكومته بالمملكة
العربية السعودية ,فقد اكد لنا بدوره السيد المسؤول في تعليقه حول هذا الحدث
:" ما يزال هناك في المملكة من لا يوافق على ان يأخذ بمحمل الجد هذه
التصريحات مع التهميش المتعمد من قبله للسنة العرب ويعتبرونها مجرد تقية سياسية
ولكنهم سوف يذهبون مع تصريحاته لغاية باب الدار لتبيان مدى جديته في هذا الموضوع ,
ولكن شكهم ينحصر بأنه يبقى امتداد لإيران حتى ولو اظهر العكس ؟! ومع هذا كان هناك
مبعوثين تم ارسالهم شخصيآ من قبله الى بعض رجال الحكومة السعودية من الامراء اصحاب
الكلمة المسموعة لدى القيادة الملكية الحاكمة ولعلى اهم هذه الرسائل التي اطلعت
عليها في حينها عندما وصل صباح يوم الثلاثاء 15 آذار 2011 إلى العاصمة البريطانية
/ لندن على وجه السرعة القيادي في حزب الدعوة والنائب (حيدر ألعبادي) في زيارته العاجلة
والسرية التي قام بها والمكلف من قبل (المالكي) شخصيآ والذي نقل رسالة خاصة للقيادة
السعودية حول تصريحاته بشأن القضية البحرينية , وفعلآ فقد ألتقي (حيدر ألعبادي)
بالسفير صاحب السمو الملكي الأمير "محمد بن نواف بن عبد العزيز" والذي
أكد بدوره (العبادي) للسيد السفير أن : " رئيس الوزراء نوري المالكي وحكومته سوف
لن تتدخل وتصرح في شأن داخلي بحريني صرف , وهي سوف تلتزم جانب الصمت في اتجاه
التدخل السعودي وقوات درع الجزيرة في البحرين التي تقودها المملكة لغرض تصويب
الأوضاع هناك إلى ما فيه الفائدة لشعب البحرين ... ونوه بدوره (ألعبادي) للسيد
السفير بقوله : أن هناك ضغوطات سياسية وشخصية وحزبية مورست على (المالكي) من
حلفائه المشاركين بالحكم وحتى من قبل السفير الإيراني في بغداد لغرض أن يدلي
بهذه التصريحات , وهو في قرارة نفسه كان غير مرحب بها ولا يؤمن بها ولكنه صرح بها
بعد تهديدهم بالانسحاب مجتمعين من التحالف ومن حكومته وتركه وحيدآ بلا سند في
صراعه مع خصومه السياسيين .
وبدوره رحب السفير السعودية بهذه التوضيحات والرسالة
المنقولة لهم , وقدم خلال نهاية هذا الاجتماع هدية قيمة لـ (حيدر ألعبادي) وهي
عبارة عن مصحف مذهب ثمين , وطالبه بالوقت نفسه بالتوجه إلى السعودية مع عائلته في
اقرب فرصة ممكنة لغرض أداء مناسك العمرة , واستغلال هذه الزيارة كذلك لغرض التنسيق
مع القيادة السياسية السعودية لغرض التباحث والتشاور بشكل أوسع حول المستجدات التي
تحدث بالمنطقة , وكذلك لكيفية ترتيب زيارة مستقبلية خاصة يقوم بها (نوري المالكي) للمملكة
.
النائب
(العبادي) على أساس أنه مبعوث خاص حاملة رسالة شخصية يوصلها لصاحب الشأن وينبغي أن
يتحلى بالكتمان والسرية ولكنه رأيناه يتباهى أمامنا بان القيادة السعودية اهدته
مصحف مذهب ومنحته تذكرة وإقامة مدفوعة لأداء مناسك العمرة مع عائلته !!؟ ولم يكتفي
بهذا فقط ولكنه زاد عليها لغرض اشباع غروره الشخصي والتباهي امامنا بقوله : انه
يرتبط بعلاقات شخصية وثيقة مع امراء القيادة الملكية الحاكمة وانه مكلف من قبل
المالكي لإدارة الملف العراقي السعودي !!؟.
صحيح
أن (المالكي) راهن في السابق على نظام حسني مبارك المصري قبل ان تطيحه موجة الربيع
العربي وتحرك على المملكة وبعد أن فقد التأييد المصري السابق على الرغم من فتح
أبواب الاستثمارات بغير حساب أمام رجال الأعمال المصرين والذين اتضح أن معظمهم
مرتبط بحالات فساد في بلدهم بعد الثورة وسقوط حكومة مبارك , وكذلك العمالة المصرية
أمام السوق العراقية ولضمان التأييد العربي له الذي وعدت به القيادة السياسية المصرية
السابقة قبل أن تسقطها رياح الربيع العربي ويريد أن يعيد حاليآ أحياء هذه العلاقة
من جديد وخصوصآ استخدام الهبات النفطية لحكومة الاخوان المسلمين وحل مشكلة الطاقة
والوقود لديهم ".
ثم
يضيف السيد المسؤول لنا :" المثير للاهتمام كذلك من خلال ما لاحظته من أحاديث
خاصة تجمعنا بين فترة وأخرى مع عدد من المسؤولين بالحكومة ومن القريبين من مكتب
مستشاريه : بأن المالكي عندما يجلس مع السفير الأمريكي يقول لهم باني معكم بكل ما
أستطيع عمله لكم وانه ضد التدخلات الخارجية من دول الجوار في الشأن العراقي وخصوصا
ايران والسعودية وتركيا ؟! ويجلس مع
الإيرانيين ويقول نفس الكلام الذي قاله للسفير الأمريكي ؟! ويزيد عليه بقوله لهم :
بأنه هو الوحيد القادر على حماية الشيعة والتشيع في العراق من اي قيادي حزبي اخر
قد تعولون عليه بالمستقبل ؟!! ويجلس مع السفراء الغربيين ويقول نفس الكلام !! وكل
هذا من اجل أن لا يفلت منه كرسي رئاسة الوزراء للسنوات القادمة ".
لا
يسعنا أخيرا وليس أخرا إلا أن نقول : أن (المالكي) سوف تخنقه هذه الحبال اخيرآ لأنه
ليس باللاعب السياسي المحترف على التناقضات السياسية الحالية بالمنطقة والتي لن
تدوم طويلآ وإنما الصدفة وحدها التي اخرجته من ققم الحزبية الى كرسي الحكم والصدفة
وحدها كذلك التي اوجدت امامه قيادات سياسية هزيلة مصطنعة وفاسدة وخصوم حزبيين يبحثون
عن ملذاتهم السياسية وغنائمهم اكثر مما يبحثون عن تنفيذ مطالب ناخبيهم وستكون دون
شك نهايته مأساوية ووخيمة حال انتهاء مدة صلاحيته الحزبية أو السياسية وعلى يد
أقرب منافسيه من حلفائه !.
إعلامي
وصحفي عراقي
No comments:
Post a Comment