دورة كاس الخليج 21 وخروج بعض المنتخبات العربية من شرقنة عبودية المدرب
الأجنبي والشعور دائما بالنقص والدونية تجاهه.
صباح البغدادي
لنتكلم بصراحة وبعيدآ عن المجاملات والإطراء ونضع معها نقاط الخلل
والضعف التي تتميز بها منتخبات كرة القدم العربية التي تعتمد على المدرب الأجنبي ومع
الأسف تتخذ كافة اتحادات الرياضة العربية من هذا المدرب على أنه أيقونة المخلص القادم
لها من الاخفاقات المتتالية لمنتخباتها وفرقها الرياضية ونرى هذا الوضع النشاز بالتحديد
وبالأخص بالنسبة لإتحادات المنتخبات العربية بكرة القدم لان هذه الرياضة تعتبر
الأكثر شعبية في الوطن العربي من بين جميع الرياضات الاخرى لذا نرى هذه الاتحادات تسارع
لغرض التعاقد مع المدرب الاجنبي وإعطائه اموال ورواتب ومستحقات وامتيازات طائلة
مما يتسبب بالنتيجة الى تعمد وخذلان واضح للمدرب المحلي الوطني من خلال عدم حصوله
على نفس الامتيازات والمستحقات التي يأخذها نظيره المدرب الاجنبي على الرغم من
التفوق الدائم لهذه المدرب المحلي ودائمآ نرى هناك شعور بالنقص والدونية من خلال
نظرتهم للمدرب الاجنبي على حساب المدرب المحلي الوطني وقد اتت دورة كأس الخليج
العربي 21 والمقامة حاليآ بالبحرين لتثبت بدون أدنى شك وتأويل قدرة المدرب المحلي
الوطني على تخطي جميع الصعاب والصعود بمنتخب بلاده الى المباريات النهائية كما حدث
للمدرب الوطني الأماراتي السيد مهدي علي والمدرب العراقي الوطني السيد حكيم شاكر .
حيث لاحظنا كذلك إلى موضوع أخر مهم من خلال متابعتنا سابقآ عن كثب
أن المدرب المحلي للمنتخبات يقوم بعض رؤساء وأعضاء هذه الاتحادات الرياضية وأن رضت
بالمدرب المحلي مكرهة أو طوعآ لظروف وملابسات خاصة بالتعمد بوضع العراقيل وبكافة
الطرق والوسائل لغرض عدم أنجاح مهمته التدريبية لخلافات معه حول الطريقة والكيفية
التي يريد ان يطبقها كمدرب على منتخب بلاده على العكس من المدرب الاجنبي الذي يقوم
رؤساء وأعضاء هذه الاتحادات الرياضية بتسهيل كافة الاجراءات لغرض التدريب وتذليل
الصعوبات والعراقيل التي تواجهه في مهمته التدريبية .
المدرب الأجنبي للمنتخبات الرياضية العربية بالأعم وبالأخص في مجال
كرة القدم تحديدآ كونها اللعبة الأكثر شعبية في الوطن العربي يعتبر تدريبه للمنتخب
العربي في نظره ليس إلا ضربة حظ لا أكثر ولا أقل فأن فاز المنتخب بأي مباراة أو
بطولة فأن مردودها سوف يكون له حصرآ مع بعض المديح للاعبين وأن حدث وخسر المنتخب
الذي يدربه فأن النتيجة سوف يعكسها بسهولة على اللاعبين وعدم قدرتهم على تطبيق
الخطة التي وضعها لهم وهذا ما يفعله دائمآ المدرب الاجنبي للهروب من قبله وبسهولة
من المسؤولية على الرغم من جميع الامكانات والدعم متوفر له دون اي معوقات تذكر .
وعلى سبيل المثال وليس الحصر ما حدث للمنتخب السعودي وما الذي قدمه
المدرب الاجنبي الهولندي فرانك ريكارد لهذا المنتخب لا شيء ؟ أين بصمته على الفريق
؟تكاد لا تذكر وأن ذكرت فأنها تقول على أستيحاء وخجل ! هل لاحظتم أي فرق قد أحدثه
؟ طوال فترة تدريبه والأهم من ذلك حالة السرية والكتمان التي رافقت التعاقد معه
وما حصل عليه من رواتب وامتيازات ومستحقات بمبالغ طائلة جدآ تفوق قدرته كمدرب
للمنتخب السعودي فقد فشل فشلآ ذريعآ في تحقيق أي أنجاز له والاتحاد السعودي لكرة
القدم مع الاسف يقوم بتكرار نفس الخطأ وذلك بالتعاقد مع مدرب اجنبي اخر وهو
الاسباني سيرخو لوبيز .
شيء مهم اخر يجب التطرق له في هذا المقام يتمثل بان المدرب الاجنبي
مهما فعل وعمل ليس له شعور بالانتماء العميق عندما يدرب اي منتخب عربي على عكس
المدرب المحلي الوطني وهو شعوره بجذور الانتماء لهذا المنتخب ويحاول دائما اعطاء
ما لديه من عطاء وتضحية في سبيل نجاح مهمته التدريبية .
الشعور بالانتماء اهم شيء يجب ان يتوفر في المدرب مع تزامن القدرة
المثالية على العطاء والتضحية ونكران الذات على العكس من المدرب الاجنبي الذي يفتقر
الى هذه السمات الحيوية دون شك ومن خلال أن تسليط الضوء على مثل هذا الموضوع الحيوي
والمهم أردنا ان نقول وبصورة مختصرة في هذا المقام ان الوثوق بالمدرب المحلي
الوطني وإعطائه الفرصة وتوفير جميع المستلزمات لغرض انجاح مهمته مثلما يفعلون مع
المدرب الاجنبي لهو قادر على الوصول بمنتخب بلاده الى مصافي الفرق المتقدمة
والتتويج مع توفر الامكانات الاكاديمية والتدريبية التي يتوفر عليها المدرب المحلي
من خلال كثافة جرعات الدورات التدريبية وتطوير مهاراته الفنية والتقنية التي يحصل
عليها من خلال مسيرته التدريبية الرياضية .
اذا فاز اليوم منتخب الامرات أو منتخب العراق فهو حقيقة فوز
لكليهما لأنهم صعدا الى المباراة النهائية بمدرب محلي وطني , والسيدان مهدي وشاكر
سوف يضعون حتمآ كل ما لديهم في هذه المباراة وبالتوفيق لكليهما على الفوز وإحراز
كأس البطولة .
وأخيرآ وليس أخرآ صحيح أن هناك مدرب أجنبي قد ترك بصمة واضحة على
أحد المنتخبات العربية ولكن هذه تعتبر حالات شاذة ونادرة الحدوث وتكرارها صعب جدآ
في ظل الظروف التقنية والفنية والمادية التي تمر بها اتحادات كرة القدم العربية .
إعلامي وصحفي عراقي
No comments:
Post a Comment