حادثة
ناظم الثرثار تحفز قادة ميليشيات الحشد الشعبي للانقلاب على حكومة حيدر العبادي !؟
صباح
البغدادي
ما زالت الأنباء والأخبار
الواردة من داخل العراق والتي تتناقلها وسائل الاعلام الحكومية والحزبية تتضارب
فيما بينها بنقل المعلومة والخبر الصحفي حول موقعة ناظم تقسيم منطقة الثرثار بعد
أن تم السيطرة عليه من قبل تنظيم داعش بالكامل وحسب متابعتي لهذه الواقعة عن كثب
تبين لنا انه لغاية يوم الجمعة 25 نيسان كانت القنوات الرسمية الاعلامية الحكومية
تنفي نفيآ قاطعآ عن احتلال منطقة ناظم تقسيم الثرثار وتعتبره مجرد إشاعات وحرب
نفسية من قبل تنظيم داعش ؟! ولكن الفيديو الذي تم نشره من قبل نفس التنظيم والذي تناقلته
وكالات الانباء العربية والعالمية وإفراد التنظيم وهم يتجولون بكل حرية في منطقة
ناظم التقسيم ويدخلون الوحدات ومقرات ومفارز الحماية وجثث الجنود مرمية على قارعة
الطريق هذا الفلم الموثق اسقط من الاعلام الحكومي ورقة التوت التي كان يتستر بها
وبانت الفضيحة وخصوصآ أن بعض النواب دخلوا في مجال السمسرة والمزايدة العلنية ليس
من اجل كشف الحقيقة للرأي العام كما يريد أن يصورها البعض من الكتاب والموالين
للأحزاب ولكن من اجل الانتقام من خصومهم السياسيين في الكتل البرلمانية الحزبية حتى
ان هناك مؤتمرات نيابية صحفية تابعتها تذكر بأن الفوج 38 للفرقة الاولى من قوات
التدخل السريع كان قد قدم مناشدته لإنقاذه من الحصار قبل نفاذ المؤن والعتاد
العسكري قبل عشرة ايام ولكنهم تركوهم لمصيرهم المجهول مما نتج عنها اعدام 52 جندي
ومقتل 13 ضابطا و 67 جندي كانوا محاصرين منذ الرابع عشر من نيسان ولغاية يوم سقوط
ناظم تقسيم الثرثار ولكن وزير الدفاع خالد العبيدي ما يزال ينكر حدوث مثل هذه
المجزرة خوفآ من الفضيحة ووصف بدوره من خلال مؤتمر صحفي يوم الاحد 26
نيسان بقوله :" بان التقارير عن مجزرة نفذها تنظيم الدولة الإسلامية داعش ضد
العسكريين في منطقة ناظم تقسيم الثرثار
بأنها ملفقة وكاذبة ومؤكدًا بدوره بأن الضحايا لم يتجاوز عددهم 13 عسكريًا وإن
قواته تسيطر على ناظم الثرثار بالكامل وأنهم يعملون على تحرير المنطقة بالكامل من
سيطرة التنظيم ".
وفي نفس السياق ومن جهة اخرى من خلال
التناغم في تلفيق الاخبار الكاذبة من قبل القادة العسكريين انفسهم حيث عقد قائد
طيران الجيش الفريق الركن حامد المالكي مؤتمر صحفي بقوله:" أن طائراته نفّذت
صباح يوم السبت إنزالاً جوياً في تقاطع تقسيم الثرثار وتم تحرير كافة المراتب
الذين حاصرهم تنظيم داعش هناك من دون أن تعطي قوة الإنقاذ أية خسائر بشرية تذكر".
وهذا ما أكدته كذلك قناة العراقية الرسمية الحكومية وركزت على عملية الانزال ولكن
الفضيحة التي غفل عنها الاعلام وحتى المشاهدين لغاية الان في اعتقادي هو ان الفلم
الذي عرضته قناة العراقية على انها عملية انزال في منطقة الثرثار هو في الحقيقة
عملية انزال حدثت سابقآ لغرض التدريب في منطقة بسماية وروجت له القناة الفضائية على
انها عملية انزال حدثت البارحة وهذه فضيحة اعلامية مسكوت عنها حاليآ الى أن يقوم
احدهم بإيضاح الحقيقة ولكننا استبقنا الحدث وكشفناها للرأي العام ...
الاهم من
كل هذا وبعد حادثة الثرثار ان قادة مليشيات الحشد الشعبي ومن أهمها كتائب حزب الله
وعصائب اهل الحق ومن ورائهم ابو مهدي المهندس وهادي العامري اوصلوا بدورهم رسالة
تهديد واضحة وصريحة وحملها ابو مهدي المهندي الى رئيس الوزراء حيدر العبادي بان
قواتهم جاهزة وعلى اتم الاستعداد لدخول المنطقة الخضراء من كافة مداخلها وإسقاط
حكومة العبادي والبرلمان وتشكيل مجلس انقاذ وطني على حسب قولهم والسبب اذا لم يتم
تامين لهم الموارد المالية من خلال العقود والمناصب وإمكانهم التي يستحقونها في
الحكومة وكان التهديد واضح وصريح حتى ان ابو مهدي المهندس دخل بمشادة كلامية مع
العبادي ومهددآ ومتوعدآ بدوره العبادي من مصير محتوم قريب جدآ اذا لم تنفذ طلبات
قادة وأمري ومنتسبين تشكيلات ميليشيات الحشد الشعبي وبأن الانتصارات التي تحققها
الحشد الشعبي ليس في سبيل بقائكم في المنصب ومن معكم ونحن قادرين على تنفيذ تهديدنا لكم بأسرع
مما تتصور مما حدى بالعبادي عند سماع هذا التهديد والوعيد وان المهندس كان على ثقة
من هذا الكلام اتصل بعدها فورآ بدوره العبادي بالسفير الأمريكي في المنطقة الخضراء
لينقل له حرفيآ ما دار بينه وبين ابو مهدي المهندس من كلام نهديد ووعيد اطلقه
الاخير له وطالبه بان يتصل به ويهدأ من روعه وإفهامه بأن الامريكان سوف يتدخلون لو
دخلت المليشيات المنطقة الخضراء واحتلتها ولكن السفير الامريكي صده بجواب غريب جدآ
قائلآ له وبما معناه بان :" هذه مشاكل داخلية فيما بينكم ونحن لا نتدخل
بمسائل داخلية ومشاكلكم يجب ان تحلوها بعيدآ عنا وان لا تعتمدون علينا طول الوقت
بحل مشاكلكم الداخلية ".
هادي
العامري رئيس منظمة بدر ووزير الداخلية الحقيقة بالظل تدخل مع أبو مهدي المهندس
بالكلام قائلآ لرئيس الوزراء العبادي بأن :" منتسبين وزارة الداخلية وبجميع
تشكيلاتها سوف لن تتدخل بوقف قادة الحشد الشعبي إذا أصروا بدورهم على دخول المنطقة
الخضراء ما لم يتحقق لهم جميع طالباتهم " . ومضيف في الوقت نفسه والكلام
للعامري بأن :" قيادة عمليات بغداد والفرقة 17 من الجيش وكذلك لواء بغداد 56
/ 57 وجهاز مكافحة الارهاب لن يتدخلوا بدورهم لإنقاذ الحكومة ". علمآ بأن
رئيس الوزراء السابق نوري المالكي ما يزال عدد من قادة الفرق والألوية العسكرية
وخصوصآ في تشكيلات ووحدات لواء بغداد يدينون بالولاء شبه الكامل للمالكي حتى له
تأثير على بعض قادة جهاز مكافحة الارهاب وكذلك القيادات العسكرية في وحدات
وتشكيلات قيادة عمليات بغداد.
ولكن
الاخطر من كل هذا هو ما حصل قبل يومين في منطقة الشعب شمال شرق العاصمة بغداد وخلف
السدة الترابية حيث علمنا بان عصائب اهل الحق نصبت بطاريات صواريخ موجهة ايرانية
الصنع ولا يعرف لغاية هذه اللحظة مخزى نصب هذه البطاريات من قبل عصائب اهل الحق
والتي هي في الحقيقة اقوى من الجيش والشرطة لأنها فوق القانون ولا يستطيع اي شخص
ان يحاسب اي فرد من افرادها ومنتسبيها حتى ولو كان رئيس الوزراء نفسه فهم اليوم مع
كتائب حزب الله وبقية مليشيات الحشد الشعبي اقوى من جميع اجهزة الدولة الامنية
والعسكرية والأخطر انها فوق القانون ... حيدر العبادي ولكي يهرب من مسؤولية حادثة
الثرثار نقل صلاحيته كقائد عام للقوات المسلحة الى وزير دفاعه خالد العبيدي في
محافظة الانبار وعليه ان يحل هذه المشكلة حتى ان رئيس اركان الجيش العراقي الفريق
اول بابكر زيباري ذهب قبل يومين الى محافظة اربيل وترك موقعه ومسؤوليته العسكرية
في وزارة الدفاع ...
حقيقة
الامر أن الوضع اليوم ملتهب وفي اعتقادي ان العبادي لو استمر في هذا التدهور والتخبط
المتواصل اتخاذ القرارات الحاسمة والمصيرية من الناحية العسكرية والسياسية وسقوط
المزيد من المدن والقصبات والنواحي والاقضية بيد تنظيم داعش فأن قادة مليشيات
كتائب حزب الله وعصائب اهل الحق سوف ينفذون تهديدهم ويسقطون الحكومة وخصوصآ أن
تنظيم داعش حاليآ ما يزال يسيطر سيطرة كاملة على اكثر من 80% من محافظة الانبار
ويمتلك من القدرة العسكرية والقتالية ما يستطيع معه ادامة معركته لسنوات عكس ما
صرح به العبادي قبل يومين بان داعش في طريقنا الى القضاء عليه تمامآ وإخراجه من
العراق خلال اقل من اشهر !؟ لا اريد ان اعلق على تصريح العبادي واترك التعليق للقارئ
الكريم !؟.
إعلامي وصحفي عراقي مستقل
No comments:
Post a Comment