خفايا
وأسرار إستقالة وزير المواصلات العراقي
منظمة
عراقيون ضد الفساد
منذ
أن نشرت فحوى رسالة وزير المواصلات المهندس الدكتور محمد توفيق علاوي الموجهة إلى رئيس
الحكومة (نوري المالكي) وما أحتوته هذه الرسالة من بعض الحقائق والوقائع وبالأسماء
والعناوين الوظيفية والمناصب , وحالة شكوى الوزير المريرة التي رافقت هذه الرسالة
من قبيل التدخلات الحزبية المباشرة للمسؤولين بالوزارة المحسوبين على رئيس الوزراء
وقائمته في عمل الوزارة , وما اعتبره الوزير المستقيل صراحة : بان هناك
محاولة مدروسة لغرض إفشال الوزارة بإيقاف مشاريعها المهمة والحيوية والمفيدة لقطاع
الاتصالات وللبلد بشكل عام . وموضحاً كذلك بقوله : بأن فئة جديدة برزت في الوزارة
وأعطيتموها القوة والصلاحيات وعلى رأسها المستشارة الفنية للهاتف الخلوي الدكتورة
هيام الياسري وبدأت هذه الفئة تأمر وتنهي وتطالب بإيقاف المشاريع ... الى اخر
رسالة الاستقالة .
ولكي
يتسنى لنا معرفة الحقيقة من مصادرها الاصلية اتصلت "منظمة عراقيون ضد
ألفساد" بدورها بأحد السادة المسؤولين الافاضل والذي كان قريب من الحدث لكي
يطلعنا ومن خلال المنظمة للرأي العام
العراقي بعض من الخفايا والإسرار التي أحاطت باستقالة الوزير ولم تكشفها لنا ردود
الافعال الصاخبة المتبادلة في مختلف وسائل الإعلام . حيث اوضح لنا سيادته بتفاصيل
الموضوع ومن خلال حوارنا معه بما يلي :"
قضية
وزير المواصلات تختلف بعض الشيء عن بقية الاستقالات التي حدثت في عهد حكومة
(المالكي) وما تزال لأنها ببساطة تتداخل بها الصراعات السياسية بين الاحزاب والعلاقات
العائلية .
المعروف
عن الوزير د. علاوي بأنه شخصية إسلامية محترمة جدآ وصاحب يد نظيفة ويتمتع بنزاهة
وكفاءة عالية ليست مجال للشك او التأويل , ولأنه اصلآ من عائلة ثرية جدآ فوالده
طبيب الاطفال المشهور في بريطانيا الحاج الدكتور توفيق علاوي اضافة الى ان والده
كان من الداعمين الاوائل سابقا للمعارضة العراقية التي كانت تتواجد في اوروبا وبعض
الدول العربية ... اذآ الوزير ليس بحاجة الى الاموال لأنه شخص قنوع جدآ بما رزقه ويرزقه الله ولتدينه
الشديد هذا من جهة , ومن جهة اخرى وهي باعتقادي المهمة سياسيآ لان اياد علاوي رئيس
القائمة العراقية هو أبن عم وزير المواصلات المستقيل في نفس الوقت , بعد الغزو
والاحتلال اصبح العراقيين يتوجهون بصورة كبيرة ومتسارعة الى دعم الأحزاب الاسلامية
ظنآ منهم أنهم سوف ينتشلوهم من الفقر والأمراض والجوع والخوف والحرمان الاقتصادي
والاجتماعي والسياسي هذا ولد ظهور متسارع للتيار الصدري وبقوة بعد عام 2003 ظهور
هذا التيار وبهذه القوة قلب الموازين بالنسبة لبقية الاحزاب (الاسلامية) حول مدى تأثيرها
الحقيقي وتواجدها في الشارع العراقي , لذا استطاع اياد علاوي بخباثته السياسية الدخول
من هذا الباب ( الاسلاميين / المرجعية الدينية ) مستغلآ في الوقت نفسه حكم العلاقة
العائلية والسياسية التي حاول الربط بينهما لأن كريمة الوزير المستقيل متزوجة من السيد
حسن الصدر وهو بدوره مدير مكتب العلاقات الخارجية التابع للهيئة
السياسية لمكتب الصدر في
اوربا والدول الغربية وابن الوزير السيد
هادي علاوي متزوج من عائلة الكرام وهي بنت أخت زوجة السيد السيستاني وليس هذا فحسب
وإنما زوجة السيد الوزير هي في نفس الوقت اخت زوجة السياسي عزت الشاهبندر والوزير علاوي هو من أتى بالشاهبندر في البداية
للقائمة العراقية وبعدها انقلب عليهم لأسباب ليس مجال لذكرها في هذا المقام .
الوزير
علاوي شخص مؤدب وخلوق جدآ ومتدين ولكن في اعتقادي غير ضليع بقواعد اللعبة السياسية
في العراق حاليآ وحقيقة قدمت له نصائح عديدة وذهب وراء حركة الوفاق في البداية ثم القائمة العراقية وكما يقول المثل العراقي ((
راح زايد كلش وياهم )) وقد دفع الثمن نتيجة هذا التهور السياسي غير المحسوب عواقبه
من قبله , وخصوصآ اذا كان المقابل خصم مثل (حزب الدعوة) لا يتوانى عن فعل أي شيء
تجاه خصومه السياسيين .
وزارة
المواصلات تعتبر وزارة منافسة وشرسة جدآ لبقية الوزارات الاخرى بالفساد المالي والإداري
لأنها الوزارة التي تبيض ذهبآ للذي يسيطر
عليها وعلى جميع عقودها ... اياد علاوي فضل ان تكون وزارة المواصلات من خلف الستار
من حصة الاكراد , ولكنه اصطدم بعيون (المالكي)
الوقحة في داخل الوزارة عصابة (المالكي) داخل الوزارة لم يتحملون بدورهم أن يكون
وزير بهذه الدرجو غير المتوقعة من النزاهة والكفاءة المهنية .. لذا تربص (المالكي)
به ومن خلال أقرب فرصة سانحة له لغرض التخلص منه والى الابد فوجد حجته بكثرة
مرافقة الوزير لأياد علاوي في سفراته الخارجية وتكرار مرافقة وزير المواصلات مع
اياد علاوي لرحلاته بالخارج والتي يعتقد المالكي جازمآ بدوره ان هدف هذه الرحلات
هي للتآمر عليه وإسقاط حكومته وقد انتهت حالة الصراع بينهما بعد زيارة علاوي لتركيا
ولقاء طارق الهاشمي ومعه وزير المواصلات لذا امر (المالكي) من حينها بسحب جميع
صلاحيات الوزير من خلال محاربته من قبل زمرته بالوزارة بعدم تنفيذ أي امر يصدر لهم
من قبل الوزير وإفشال خططه التي وضعها للنهوض بعمل وزارة المواصلات لذا اضطر بعدها وخلال هذه الايام ان يعلن
الوزير استقالته من منصبه وقد قبلها (المالكي) فورآ وبدون تأخير لان الاستقالة
تعني ضربة موجعة لإياد علاوي شخصيآ وقائمته .
هناك رؤوس بارزة للفساد مرتبطين مباشرة
بمكتب (نوري المالكي) وعلى رأسهم الوكيل الفني الاقدم للوزارة المدعو (امير عريان
خضر البياتي) وهو المتهم الرئيسي بقضايا فساد مالي وإداري , وأهمها قضية بيعه
جامعة البكر للدراسات العسكرية العليا الى جامعة الامام الصادق الاهلية , وقد
اصدرت هيئة النزاهة قرارها لغرض احالته الى محكمة التحقيق الخاصة بقضايا النزاهة ,
ولكن الحكم لم ينفذ !!! لان رئيس الحكومة لا يرغب بمحاسبته ومعاقبته لأنه يحمي المسؤولين
الفاسدين المنتمين لحزبه ( حزب الدعوة ) .
تصور
مدى الوقاحة السياسية التي وصل لها رئيس حكومة يحارب وزير بحكومته بكل الطرق الخسيسة
ومن خلال زمرته بالوزارة لغرض افشال عمل الوزير والوزارة بالنهوض بخدماتها التقنية
والفنية والخدمية المقدمة للمواطنين لأنه ببساطة يختلف معه حزبيآ ... لا احد مع
العراق وكل حزب بالحكومة ينهش بهذا الجسم الضعيف ؟! أي حكومة تقود هذا العراق
اليوم !!.
معآ
يد بيد ضد الفساد !
No comments:
Post a Comment