نحن
نقص عليك حقيقة الحدث وأن كنت من قبله لمن الغافلين ؟! لغز عودة (مشعان الجبوري) إلى
العراق !
شكلت
عودة النائب السابق (مشعان الجبوري) الى العراق بتزكية مخابراتية سورية وبمباركة شخصية
من قبل (نوري المالكي) ضربة موجعة (للقضاء) حيث رافق هذا الرجوع المفاجئ هرج ومرج في
الساحة السياسية العراقية ولما عرف عن هذا الشخص العائد من انه متهم بجرائم إرهابية
وإختلاس المال العام ومحكوم عليه قضائيآ بخمسة عشر سنة وتداعت في حينها وما تزال
معظم المواقع الالكترونية والصحف والمحللين السياسيين والقنوات الإخبارية بالتعليق
على هذا الحدث كل حسب الرؤية التي يشاهدها لهذا الموضوع والتي كان أغلبها يفتقد
للمصداقية الإعلامية .
شكل بعدها
هذا الموضوع حيص بيص وتخبط وعشوائية من خلال تصريحات بعض سفهاء السياسة ومن منظور
طائفي يجيدونه بإمتياز وليس من منظور قضائي وإداري مهني بعيدآ عن التخبط في المياه
الطائفية الأسنة ؟! ومن متابعتي لهذا الحدث عن كثب والذي شكل في الوقت نفسه صدمة
للشارع العراقي بعد ان برأه قضاء حكومة (حزب الدعوة الإسلامية) النزيه جدآ !! والمتمثل
بـ (المحكمة الجنائية المركزية) من جميع التهم وأسقطها عنه خلال 11 دقيقة 34 ثانية
حسب تصريح النائب (بهاء الاعرجي) وهو نفس هذا (القضاء) النزيه جدآ !! الذي اصدر احكاما بالسجن بحق (الجبوري)
لمدة 15 سنه بتهم الفساد الاداري والمالي لتورطه بالاستيلاء على مبالغ إطعام أفواج
حماية المنشآت النفطية التابعة لوزارة الدفاع بين عامي 2004 و2005 وتأسيسه لهذا الغرض شركة وهمية للأطعمة
مع نجله (يزن) ونتيجة لهذا الحدث فقد وصل الامر الى ان تحدث ملاسنة وقحة استخدمها
القيادي في حزب المالكي (عزت الشاهبندر) ضد الوزير والناطق الرسمي باسم نفس هذه
الحكومة (علي الدباغ) وصلت الى استخدام لغة سياسية إعلامية غير مؤدبة من قبله.
ولكي
نضع بدورنا القارئ الكريم بصورة الحدث من الداخل قدر الإمكان وبعيدآ عن نصف ربع الكأس
الفارغة التي حاول جاهدآ أن يملئها هذا الاعلام المسيس بإخبار وتعليقات غير حقيقية
عن عودة (مشعان الجبوري) الى العراق وهو بهذه القوة السياسية ؟! .
فقد
اتصلنا بدورنا بأحد السادة المسؤولين الأفاضل لكي نجري حوار مباشر معه حول مدى
معرفته ببواطن وخفايا هذا الحدث , وما توصل له من خلال علاقته مع المسؤولين في
الامانة العامة بمجلس الوزراء بحكم مسؤوليته الوظيفية , وعلى الرغم من كثرة أعماله
فقد تفضل مشكورآ بتخصيص جزء من وقته لغرض التوضيح والتعليق ومن خلالنا الى للرأي
العام مفاده ما يلي :" أن النائب السابق المتهم بجرائم السرقة والإرهاب (مشعان
الجبوري) قد أصبحت تحت يديه معلومات مهمة وحساسة عن الذين كانوا يعملون تحت امرة
جهاز مخابرات نظام العقيد القذافي من قبيل أشخاص وسياسيين ومسؤولين وإعلاميين
عراقيين بعد الغزو والاحتلال الامريكي وهذا (مشعان) في الوقت نفسه كان يعرف جيدآ
بأن النظام الليبي وجهاز مخابراته بصفة عامة و(العقيد القذافي) بصفة شخصية يمول ماديآ
تنظيمات وتجمعات وحركات وأشخاص في العراق يعملون لصالحه ولكن الهدف المعلن كان محاولة
إختراق الساحة السياسية العراقية وإيجاد موطئ قدم له من خلال هذه التنظيمات
والحركات والأشخاص الذين يعملون لصالحه ووفق اوامره وتوجهاته وهذا مما مكن (القذافي)
بعدها ومن باب التباهي السياسي والمخابراتي امام الادارة الامريكية بان يقول بأن
ليبيا لديها وجود في العراق وتستطيع التأثير المباشر على القرار السياسي وليس فقط
ايران والسعودية وسوريا لديها تأثير على مما يجري في العراق ومما قد يجعل الادارة
الامريكية بان تقدم له بعض التنازلات السياسية والاقتصادية هذا كان ما يفكر به
العقيد القذافي من وجهة تفكيرهم بالأمر.
(مشعان)
بدوره قدم خدمة ممتازة لنظام العقيد (القذافي) من أن يكون واجهته الاعلامية على
العالم الخارجي اثناء عملية اسقاط ناظمه من قبل التحالف الغربي بقيادة فرنسا
حليفته المهمة والقوية بالأمس ومن خلال فضائيته (الزوراء / الرأي / الشعب ) وقد
أستلم (مشعان) ملفات
مهمة من أسرار نظام العقيد (القذافي) تخص الذين تم تمويلهم ماديآ من العراقيين
وصلت له هذه الوثائق بصفة شخصية عن طريق شخص اسمه ((حارث درنة)) وهذا بدوره كان
يعمل في الدائرة المخابراتية المقربة جدآ من (القذافي) وعائلته هذا الموضوع كان في
الأيام الاخيرة وقبل سقوط العاصمة طرابلس ومن هذه الوثائق والمستندات والتسجيلات
المصورة كانت تخص كل من (علي الدباغ) و (عزت الشاهبندر) ... الشاهبندر كان يعمل
لصالح المخابرات الليبية لحين سقوط (القذافي) وقد استلم أموال طائلة على هذا العمل
التجسسي أما (الدباغ) فقد زار القذافي
مرتين واستلم هدايا عينية ثمينة وكذلك قطعة ارض سجلت باسمه في دولة الامارات
العربية المتحدة وكانت هدية مقدمة من سيف الاسلام القذافي له شخصيآ .
المخابرات
السورية دخلت على الخط مباشرة بعد أن أعلمها (مشعان) بهذه الوثائق والتسجيلات وطلبت
منه ان يقايض (نوري المالكي) بهذا الوثائق والمستندات والأشرطة التسجيلية المصورة
وذلك بالسماح له بالرجوع للعراق والعفو عنه وطبعا (المالكي) يخاف من الفضيحة
السياسية والإعلامية لأن الشاهبندر والدباغ منمن يعتبرون من الخط الاول له , وعلى ضوء هذه
الوثائق التي اطلع عليها (المالكي) وكذلك التوصية المخابراتية السورية التي حملها
له فقد وافق بدوره وبدون أي تردد وشروط على رجوع (مشعان) الى العراق وإعادة جميع
حقوقه وامتيازاته ودفع جميع رواتبه ومستحقاته المالية والامتيازات كونه نائب سابق
بالبرلمان ومن تاريخ خروجه من العراق إضافة الى ذلك عمل (المالكي) الى ان يضيفه
الى الطاقم الاعلامي لمكتبه كمستشار اعلامي له .
الكاتب
: يعتبر القضاء اليوم متهم ومن جميع الاطراف السياسية في الحكومة الحالية بأنه غير
نزيه ومسيس وعديم الكفاءة والنزاهة كيف تنظر الى القضاء اليوم .
السيد
المسؤول : من المعيب اليوم ان نسميه القضاء العراقي ولكن ان صح لنا التعبير فانه
قضاء نوري المالكي وحزبه بامتياز , حيث سيطر عليه (المالكي) وجوقة مستشاريه بين
التهديد والترغيب والوعيد بتنفيذ جميع اوامره أو الإقصاء والتهميش بحجة الانتماء
إلى البعث !! والذي وصل الامر بهذا القضاء ان تصدر الاوامر الى (مدحت المحمود) وتطلب
منه اخراج توليفة قضائية وبإشراف (طارق حرب) و (الشاهبندر ) لغرض تبرئة (مشعان
الجبوري) من جميع التهم الموجهة إليه وسوف تخرج تسوية قضائية وهم اصبحوا ماهرين ومحترفين
بالتلاعب بالقضايا الجنائية وتتم في هذه التسوية الصورية المخجلة إعادة جميع
الاموال المختلسة من قبله الى خزينة الحكومة وطبعآ هذه التسوية القضائية المعيبة سوف تتم بصورة صورية
وعلى الورق فقط وأمام وسائل الاعلام اما التهم الارهابية فقد تم اسقاطها من أول
يوم وصل اليه امام قاضي التحقيق برفقة الشاهبندر عراب هذه الصفقة وأطلق سراحه .
الكاتب
: ايهما افضل لدى نوري المالكي الدباغ ام الشاهبندر .
السيد
المسؤول : لا طبعآ (الدباغ) شخص مؤدب وهو يعتبر حاليآ واجهة اعلامية مقبولة لغاية
الان (للمالكي) وحكومته ولكن (الشاهبندر) سياسي وقح يجيد اللعب على جميع الحبال القضائية
والسياسية والاقتصادية ويستخدمه (المالكي) بصفة خاصة لغرض إرسال رسائل الترهيب
والترغيب والوعيد الى خصومه وحلفائه على حد سواء وهذا ما يفضله (المالكي) بمثل
هؤلاء الاشخاص لكي لا يكون هو شخصيآ بالواجهة الاعلامية السياسية لأي حدث.
لكن الوجه الأخر البشع لفساد (القضاء) اليوم في
حكومة (حزب الدعوة) الطائفية يتميز بأنه أصبح يشرع له القوانين والأنظمة ويقف ما
يسمى بـ (مجلس القضاء الأعلى) في وجه أكثر المؤسسات المستقلة!! فسادآ اليوم في
العراق , والمسيطر عليه كليآ من قبل زبانية مستشارين(المالكي) والشواهد كثيرة
وعديدة ومتنوعة وعلى سبيل المثال وليس الحصر قضية كل من (طارق الهاشمي) و(مشعان
الجبوري) فالأول أتهم خلال أقل من ساعة بتهم وجرائم إرهابية من قبل هذا (القضاء)
والأخر تم تبرئته من جميع جرائم الإرهاب والفساد وإختلاس المال العام خلال أقل من
11 دقيقة من قبل نفس هذا (القضاء) وهي فضيحة قضائية وأخلاقية بكل المقاييس والأنظمة
والأعراف والتقاليد !!.
إعلامي
وسياسي عراقي
No comments:
Post a Comment